عدد الزيارات: 4.7K

عيسى نبي القرآن (1)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 19/10/2016 هـ 13-12-1437

لا إله إلا الله..

هي كلمة التوحيد العظيمة..

الكلمة التي يقوم عليها أمر السماوات والأرض..

الكلمة التي أُرسل بها جميع الأنبياء..

أقر بها المؤمنون؛ فأفردوا الله بالألوهية..

وجحد بها الكافرون؛ فأشركوا معه غيره من خلقه..

وجعلوا عيسى بن مريم عليه السلام ابنًا لله.

ولو أنهم تدبّروا القرآن لوجدوا آياته تدحض ذلك بالحجّة والأرقام..

وتثبت لهم أن الله واحد أحد لا إله غيره.. وأنه سبحانه لم يلد ولم يولد.

تدحض بالحجة فذلك أمر معروف ومفهوم من آيات القرآن..

ولكن كيف يدحض القرآن ذلك بالأرقام؟!

تأمّلوا يا أولي الألباب في هذا المشهد ما ينطق به النظام الرقمي للآيات..

لقد رُفع عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء في عام 24 من الميلاد..

ونزل الوحي على نبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم عام 611 من الميلاد..

والفرق بينهما 611 - 24 = 587

إذاً فالفترة بين رفع عيسى عليه السلام ونزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم هي 587 عامًا.

نعم.. إن فترة انقطاع وفتور الوحي بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم هي 587 عامًا.

وبحسب المعاجم اللُّغوية فإن المدة الزمنية بين كل نَبِيَّيْنِ تسمّى (فترة).

والآن تأمّلوا أين وردت كلمة (فترة) في القرآن الكريم:

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) المائدة

تهيأوا واستعدوا للمفاجأة..

إن كلمة فترة في هذه الآية هي الكلمة رقم 587 من بداية سورة المائدة.. لا تتقدّم ولا تتأخر كلمة واحدة!

587 هو بالفعل فترة انقطاع الوحي بين عيسى عليه السلام ومُحمَّد صلى الله عليه وسلّم!

والعجيب أن كلمة "فترة" لم ترد في القرآن كلّه، من أوله إلى آخره، إلا مرّة واحدة فقط وتحديدًا في هذه الآية!

ليس العجب في هذا القرآن فإنه كلام الله لا ريب..

ولكن العجب كل العجب في أنك مهما عرضت من حقائق وأدلّة وبراهين فهناك من يكابر ويعاند ويجادل..

وكلما عرضت عليهم دليلًا حاسمًا لم يفكروا فيه بل فكروا في كيفية دحضه وتكذيبه..

هم لا يبحثون عن الحق بقدر ما يبحثون عن الحجج التي يبررون بها باطلهم..

ولذلك سوف يذهبون إلى سورة المائدة ليتحقَّقوا بأنفسهم..

سوف يجدون أن كلمة (فَتْرَةٍ) ترتيبها بالفعل رقم 587 من بداية السورة بحسب قواعد الإملاء الحديثة..

وسوف يتحقَّقون عن تاريخ مولد عيسى عليه السلام ويجدون أن هناك روايات عدّة أصحّها أنه ولد عام 8 قبل الميلاد..

وسوف يتحقَّقون عن تاريخ مولد مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم ويجدون أن هناك ثلاث أو أربع روايات أصحها أنه ولد عام 571 ميلادية.

ماذا سيفعلون؟! سوف يحاولون الاحتماء بأضعف الروايات للهروب! ولكن هيهات هيهات!

فأيًّا كانت الرواية التي يعتمدونها في مولد عيسى عليه السلام..

وأيًّا كانت الرواية التي يعتمدونها في مولد مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم..

وأيًّا كانت المدَّة الزمنية التي تروق لهم لفتور الوحي وانقطاعه بينهما..

فإن فترة انقطاع الوحي بين عيسى عليه السلام ومُحمَّد صلى الله عليه وسلّم لا تقل بأي حال عن 578 سنة ولا تزيد على 606 سنة!

وأنَّ أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 578 من بداية السورة وآخر كلمة في الآية ترتيبها رقم 606

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) المائدة

وبذلك فإن الآية تحتضن جميع الروايات الواردة بشأن المدّة الزمنية لفتور الوحي وانقطاعه بين عيسى عليه السلام ومُحمَّد صلى الله عليه وسلّم.

فاليختاروا ما شاؤوا وما يروق لهم من روايات..

فإن الحق هو الحق لن يتغيّر..

والقرآن هو القرآن ولن يتبدّل..

إنه كلام الله لا ريب..

------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.