الماء هو سر الوجود.. إكسير الحياة.
تأمل تكوين جسمك ووظائف أعضائه..
بل تأمل كل الكائنات الحية الأخرى من حيوانات ونباتات وغيرها..
ستجد أن العمليات التي يقوم بها جسمك وخلايا كافة الكائنات الحية الأخرى يسيطر الماء على معظمها ويمثل أهمية كبيرة لإتمامها..
فللماء أهمية عظمى في استمرار الحياة.. إنه معجزة في حد ذاته..
معجزة رسمتها بدقة ست كلمات فقط من القرآن العظيم: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ!
حقاً إنه سائل مبارك.. سائل عجيب.. بل إنه من أغلى ما تملك الإنسانية لاستمرار حياتها..
يعلم البشر كلهم عظيم قدره.. كبيرهم وصغيرهم، عالمهم وجاهلهم، حاضرهم وباديهم..
إن خف كان سحابًا، وإن ثقل كان غيثًا ومطرًا، وإن سخن كان بخارًا، وإن برد كان ندًى وثلجًا وبردًا..
تجري به الجداول والأنهار، وتتفجر منه العيون والآبار، وتختزنه الأرض والبحار..
يغطي الماء أكثر من 70% من سطح الأرض.. وكانت نشأته منذ 4.6 مليار سنة.. حيث كان الكون كله كتلة واحدة.
فلهذا السائل العجيب العديد من الخواص الكيماوية التي لا يعلم سرها إلا الله عز وجل.. حقًا إنه شريان الحياة.. فقطرة ماء تساوي حياة..
فلنتأمل عجائب القرآن وهي تسيل في شريان الحياة.. الماء..
لقد وردت كلمة (ماء) في القرآن لأوّل مرة في هذه الآية..
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) البقرة
الآية رقمها 22 أي 11 + 11
فهل تعلمون أن كلمة الماء في الآية ترتيبها رقم 11
كما أنها الكلمة رقم 253 من بداية سورة البقرة..
والعجيب أن مجموع أرقام الآيات من بداية سورة البقرة حتى هذه الآية يساوي 253 أيضًا..
والعدد 253 = 11 × 23
سبحان الله!
11 هو ترتيب كلمة (مَاء) في الآية!
23 هو عدد كلمات الآية نفسها.. بل وعدد أعوام الوحي أيضًا..
الوحي نزل من السماء فجعله الله حياة للقلوب..
والماء نزل من السماء فجله الله حياة للأبدان..
والعجيب أن أنواع المياه التي ورد ذكرها في القرآن الكريم عددها 23 نوعًا.
الآن علمتم لماذا تجلّى العدد 23 في أوّل موضع ورد فيه ذكر الماء في القرآن؟!
ولماذا جاء عدد كلمات أوّل آية يرد فيها لفظ الماء 23 كلمة تحديدًا!
وهل رأيتم كتابًا يوظف العدد الواحد للإشارة إلى العديد من المعطيات في وقت واحد، بلا تضارب ولا تناقض؟!.. إنه القرآن فحسب..
تأملوا الآية مرّة أخرى..
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) البقرة
لأهمية الماء في حياة الإنسان، لا بدّ من أن يرتبط ذكر الماء لأوّل مرّة في القرآن بأمر مهم!
تُرى ماذا يكون هذا الأمر؟! تأمّلوا المفاجأة..
كلمة ماء ترتيبها هنا رقم 282 من بداية المصحف!
282 هو تكرار اسم اللَّه في سورة البقرة نفسها..
إنها السورة التي تضمنت أكبر تكرار لاسم الله في القرآن الكريم!
كما تتألّف الآية من 99 حرفًا.. وهو عدد أسماء الله الحسنى!
تأملوا الأجمل..
تكرار حروف كلمة ماء من بداية المصحف حتى نهاية حروف كلمة ماء في الآية..
حرف الميم تكرّر 135 مرّة.
حرف الألف تكرّر 224 مرّة.
الهمزة تكرّرت 12 مرّة.
إذًا حروف كلمة ماء تكرّرت من بداية المصحف حتى نهاية حروف كلمة ماء في هذه الآية 371 مرّة.
والعدد 371 = 53 × 7
53 هو مجموع تكرار حروف اسم الله في سورة الفاتحة أولى وأعظم سور القرآن الكريم!
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة نفسها!
هل تعرفون أيضًا أن الحرف الأول في الآية.. حرف الألف.. تكرر في هذه الآية 22 مرّة!
22 هو رقم الآية نفسها!
تأمّلوا.. تكرار حروف كلمتي (ماء) و(قرآن) من بداية سورة البقرة حتى كلمة ماء في الآية..
حروف كلمة (ماء) تكرّرت 456 مرّة.
وحروف كلمة (قرآن) تكرّرت 342 مرّة.
فما العلاقة بين العددين؟
العدد 456 = 114 × 4
والعدد 342 = 114 × 3
الفرق بين العددين = 114.. عدد سور القرآن الكريم!
سبحان الله.. ترابط عجيب بين كلمتي ماء وقرآن!
تأمّلوا الأعجب..
تأمّلوا هذه الآية من سورة يونس..
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس
هذه الآية عدد حروفها 83 حرفًا..
هذه الآية نفسها ترتيبها من بداية المصحف رقم 1451
فما هي العلاقة بين العددين 83 و1451؟
83 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 23
1451 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 230، ويساوي 23 × 10
10 هو ترتيب سورة يونس نفسها حيث وردت هذه الآية!
والآن تأمّلوا تكرار حروف لفظ (ماء) في هذه الآية نفسها..
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.
حرف الألف تكرّر في هذه الآية 15 مرّة.
الهمزة لم ترد مطلقًا في هذه الآية!
هذه هي حروف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية 23 مرّة!
23 هو عدد أنواع المياه التي ورد ذكرها في القرآن الكريم!
أرأيتم مثل هذا الترابط الرقمي العجيب!
حقًا لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا!
تأمّلوا الآية من جديد..
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس
وتأمّلوا هذه الآية أيضًا من سورة الأنبياء..
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء
تأمّلوا الآيتين جيِّدًا..
الآية الأولى رقمها 87 والآية الثانية رقمها 87 أيضًا..
الآية الأولى عدد حروفها 83 حرفًا والآية الثانية عدد حروفها 83 حرفًا أيضًا..
العدد 83 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 23
حروف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية الأولى 23 مرّة!
حروف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية الثانية 23 مرّة أيضًا!
الآية الثانية عدد كلماتها 23 كلمة!
وأوّل آية يرد فيها لفظ الماء في القرآن عدد كلماتها 23 كلمة!
أرأيتم أبدع من هذا الترابط الحكيم بين الأرقام في مختلف مواضع القرآن؟
بل أرأيتم هذا التشابه الكبير بين الماء والقرآن؟!
فرغم اكتشاف العلماء التركيب الكيميائي للماء.. والرابط بين الهيدروجين والأكسجين.. إلا أنهم عاجزون عن إدراك سر هذا التفاعل لصناعة قطرة ماء واحدة. كذلك رغم التطور الكبير في علوم اللّغة.. إلا أن هؤلاء العلماء يعجزون عن إدراك حقيقة التفاعل بين الحروف والأرقام في القرآن الكريم!
إنه تفاعل بعيد عن تفاعل المادَّة.. قريب من تكامل الروح..
فالماء والقرآن إكسيرا الحياة..
إنه كلام الله لا ريب..
----------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).