عدد الزيارات: 13.0K

مرج البحرين


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 28/09/2016 هـ 26-01-1437

من يقرأ القرآن بعقلية هذا العصر، يرى فيه من عجائب الخلق وقدرة الصانع ما يجعله يحرص على قراءته المرّة بعد الأخرى، فيزداد إيمانًا يفيض به على من حوله. وهكذا تجد في القرآن منهجًا متكاملًا للهداية، معززًا بالآيات والحقائق والبراهين حول الكون المادي المنظور، كوسيلة ملموسة تمكّن الإنسان من التوصّل إلى معرفة الخالق بيقين تام كأنه يراه.

لقد برهن العلم حديثًا على أن منطقة امتزاج الماء العذب وماء البحر محميّة ببعض القيود على ما يدخل إليها أو يخرج منها، ولذلك فهي منطقة معزولة.. تعيش فيها بعض الكائنات الخاصة بهذه البيئة. وفي الآيات الآتية من سورة الفرقان يقدّم لنا القرآن العظيم وصفًا عجيبًا لنظام مصبّ الأنهار، يوضّح امتزاج الماء العذب وماء البحر، ليهدينا بعض جوانب عظمة البناء الرقمي القرآني.. ليس على مستوى الآية أو الكلمة وإنما على مستوى حركة الحرف! وفي المشهد التالي سوف نشد الرحال إلى "مرج البحرين" لنرى من عجائب الخلق وقدرة الصانع ليس في آيات كونه المنظور وإنما في آيات كتابه المسطور وعلى مستوى حركة الحرف!

فتأمّل في هذا المشهد مواضع الكسرة في هذه الآيات:

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيْرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55الفرقان

هناك أربعة أحرف جاءت مكسورة في الآية رقم (53)، وهذه الأحرف هي: الذال في كلمة "الَّذِي" والنون في كلمة "الْبَحْرَيْنِ" والميم في كلمة "مِلْحٌ" والحاء في كلمة "وَحِجْرًا".

ترتيب هذه الأحرف من بداية الآية على التوالي: 6، 17، 32، 55

مجموع هذه الأعداد الأربعة 110، وهذا العدد يساوي 55 + 55

في الآية رقم (54) هناك خمسة أحرف مكسورة، هي: الذال في كلمة "الَّذِي" والميم في كلمة "مِنَ" والهمزة في كلمة "الْمَاءِ" والصاد في كلمة "وَصِهْرًا" والدال في كلمة "قَدِيرًا"

ترتيب هذه الأحرف من بداية الآية على التوالي: 6، 11، 17، 32، 44

مجموع هذه الأعداد الخمسة 110، وهذا العدد يساوي 55 + 55

الآية الأخيرة رقمها 55 وعدد حروفها 55 أيضًا!

آخر حرف مكسور في الآية الأولى ترتيبه رقم 55 من بداية الآية!

بين الأحرف التي جاءت مكسورة في الآيتين الأولى والثانية هناك حرفان مشتركان هما الذال والميم.

ترتيب هذين الحرفين في الآية الأولى 6 و32 وفي الآية الثانية 6 و11

مجموع هذه الأرقام يساوي 55

 

تأمّل..

الآية الثانية تبدأ بالكلمتين نفسهما اللتين تبدأ بهما الآية الأولى (وَهُوَ الَّذِي)!

وقد جاءتا من 6 أحرف هجائية، هي: (و هـ ا ل ذ ي).

الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الستة على التوالي هو: 27، 26، 1، 23، 9، 28

مجموع هذه الأعداد الستة يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

 

نعيد الحساب!

قد يقول قائل: لماذا لا تحسب الترتيب الهجائي لحرف الواو مرّتين، لأنه تكرّر في هاتين الكلمتين؟

لا بأس نعيد الحسبة مرّة ثانية..

وبذلك يكون مجموع الترتيب الهجائي لأحرف هاتين الكلمتين، بما فيها حرف الواو المتكرّر، هو 27 + 114

والنتيجة 141 وهذا العدد = 47 × 3

47 هو عدد حروف الآية الوسطى، و3 هو عدد الآيات نفسها! أرأيت؟!

 

في الآية الأولى هناك 4 أحرف مكسورة!

وفي الآيات الثلاث هناك 16 حرفًا مكسورًا!

وعدد حروف الآية الأولى يساوي 64 حرفًا، أي 4 × 16

مجموع كلمات الآيات الثلاث يساوي 41 كلمة!

مجموع حروف الآيات الثلاث 166 حرفًا، ومجموع أرقامها يساوي 162

مجموع أرقام الآيات الثلاث وأحرفها 162 + 166 يساوي 328، أي 41 × 8

 

لماذا يتجلّى الرقم 8 في هذا الموضع؟

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 في الآية الأولى هو حرف الميم، وترتيبه الهجائي رقم 24

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 في الآية الثانية هو حرف الخاء، وترتيبه الهجائي رقم 7

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 في الآية الثالثة هو حرف الميم، وترتيبه الهجائي رقم 24

مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي احتلت الترتيب رقم 8 في الآيات الثلاث يساوي 55

 

الآن ننتقل إلى العدد 16 أي 8 + 8

الحرف الذي ترتيبه رقم 16 في الآية الأولى هو حرف الياء، وترتيبه الهجائي رقم 28

الحرف الذي ترتيبه رقم 16 في الآية الثانية هو حرف الألف، وترتيبه الهجائي رقم 1

الحرف الذي ترتيبه رقم 16 في الآية الثالثة هو حرف الهاء، وترتيبه الهجائي رقم 26

مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي احتلت الترتيب رقم 16 في الآيات الثلاث يساوي 55

 

الآن دعنا نتحرّك باتجاه معاكس لنرى كم هو مُذهل النسيج الرقمي القرآني!

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 من نهاية الآية الأولى هو حرف الراء!

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 من نهاية الآية الثانية هو حرف الراء!

الحرف الذي ترتيبه رقم 8 من نهاية الآية الثالثة هو حرف الراء!

 

الآن ننتقل إلى العدد 16 أي 8 + 8

الحرف الذي ترتيبه 16 من نهاية الآية الأولى هو حرف الباء، وترتيبه الهجائي رقم 2

الحرف الذي ترتيبه 16 من نهاية الآية الثانية هو حرف الصاد، وترتيبه الهجائي رقم 14

الحرف الذي ترتيبه 16 من نهاية الآية الثالثة هو حرف اللام، وترتيبه الهجائي رقم 23

مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي احتلت الترتيب رقم 16 من نهاية الآيات يساوي 39

لماذا؟ لأنك إذا أضفت إلى هذا العدد 16، أي 39 + 16 يكون الناتج 55

 

هل ابتعدنا كثيرًا؟..

نعود بالآيات الثلاث إلى الساحة مرّة أخرى، حتى يتمكَّن كل مرتاب من أن يتأكَّد مما نقول:

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيْرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55الفرقان

كل آية من الآيات الثلاث تبدأ بحرف الواو، وتنتهي بحرف الألف!

حرف الواو هو الحرف الأوّل في الآيات الثلاث.

وحرف الألف هو الحرف الأوّل في قائمة الحروف الهجائية.

حرف الواو ترتيبه الهجائي رقم 27، وحرف الألف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 27 مرّة!

مجموع الترتيب الهجائي للحرفين يساوي 28، وهذا هو عدد الحروف الهجائية!

 

تأمّل وجهًا جديدًا للعدد 16

حرف الألف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 27 مرّة.

حرف اللام تكرّر في هذه الآيات الثلاث 14 مرّة.

حرف الهاء تكرّر في هذه الآيات الثلاث 12 مرّة.

هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف اسم اللَّه تكرّرت في الآيات الثلاث 53 مرّة!

 

أوّل سورة نزلت من القرآن هي سورة العلق..

ورد اسم اللَّه في هذه السورة مرّة واحدة، وفي ترتيب الكلمة رقم 53 من بدايتها!

وأولى سور القرآن هي سورة الفاتحة..

وتكرّرت أحرف اسم اللَّه في هذه السورة 53 مرّة!

والكلمات التي جاءت بعد آخر ذكر لاسم اللَّه في المصحف عددها 53 كلمة!

والسور المتتالية من بداية المصحف التي ورد في كل منها اسم الله دون انقطاع عددها 53 سورة!

ولكن ما هي علاقة العدد 16 بالعدد 53؟!

العدد 53 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16

هذا موضوع آخر متشعّب سوف نتعرّض له في مشهد مستقل إن شاء الله.

 

تأمّل..

حرف القاف تكرّر في هذه الآيات الثلاث مرّتين!

حرف الراء تكرّر في هذه الآيات الثلاث 14 مرّة!

حرف الألف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 27 مرّة!

حرف النون تكرّر في هذه الآيات الثلاث 10 مرّات!

هذه الأحرف الأربعة هي أحرف لفظ "قرآن" تكرّرت في الآيات الثلاث 53 مرّة!

هذا العدد أوّليّ، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16

الآن عرفت لماذا جاء رقم الآية الأولى 53، ولماذا جاء عدد حروفها 64 حرفًا!

أي 16 × 4؟!

الحرف رقم 16 في قائمة الحروف الهجائية، وهو حرف الطاء لم يرد في أي من الآيات الثلاث!

أوّل 8 أحرف في قائمة الحروف الهجائية تكرّرت في هذه الآيات الثلاث 53 مرّة!

 

هويّة الحروف..

تأمّل هويّة الحروف الهجائية التي تضمَّنتها الآيات الثلاث.

لاحظ أن جميع الحروف المقطَّعة وردت في الآيات الثلاث، باستثناء حرف الطاء!

وتكرّرت على النحو الآتي:

الحروف المقطَّعة

تكرارها في الآيات الثلاث

أ

27

ح

4

ر

14

س

1

ص

1

ط

0

ع

6

ق

2

ك

4

ل

14

م

10

ن

10

هـ

12

ي

9

المجموع

114

 

تأمّل مجموع تكرار الحروف المقطَّعة في الآيات الثلاث 114.. أليس هذا هو عدد سور القرآن؟!

 

لن ينتهي الأمر عند هذا الحد!

أعود بك إلى الآية الأولى مرّة أخرى، وأذكِّرك بأن هذه الآية رقمها 53، وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16، وأن الآية فيها 4 أحرف مكسورة، وأن نتيجة 4 × 16 يساوي 64، وهذا هو عدد حروف الآية الأولى نفسها. ولكن.. ما هي الأحرف التي جاءت مكسورة في الآية الأولى؟

إنها: ذ – ن – م – ح

تأمّل الترتيب الهجائي للأحرف الأربعة:

الحرف

ح

ذ

م

ن

المجموع

ترتيبه الهجائي

6

9

24

25

64

 

تأمّل جيّدًا..

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة!

ما هو هذا العدد؟ إنه مجموع حروف الآية نفسها!

وهذا العدد 64 يساوي 8 × 8

 

تأمّل..

ورد اسم اللَّه في سورة الفرقان التي نحن بصددها 8 مرّات!

عدد حروف الآية الوسطى 47 حرفًا!

الأحرف المكسورة في الآية الأخيرة جاءت في 6 كلمات، مجموع تراتيبها داخل الآية يساوي 47

ومجموع 8 + 47 يساوي 55، هذا هو العدد الذي بدأنا به!

ونحن الآن نختم هذا المشهد بثلاث آيات من سورة الفرقان، ويمكننا أن نضيف ونستوعب أكبر عدد من الآيات، ومع كل إضافة يزداد البناء الإحصائي للقرآن جمالًا وتألّقًا.. ودقَّةً،  ولكنه في الوقت نفسه يزداد تشعّبًا وتشابكًا. ولذلك نضطر إلى إسدال الستار على هذا المشهد.. لأننا لو تتبّعناه لن ينتهي حتى تنتهي أعمارنا!

 

لو أسلم أبو لهب!!

عند الحديث عن النظام الرقمي للقرآن، ترى بعضهم يقول إنه غير مقتنع بإقحام الترتيب الهجائي للحروف العربية، وهو الترتيب الذي جاء متأخِّرًا، وبعد انقطاع الوحي بنحو ثمانين عامًا! يقولون ذلك برغم أن هذا الترتيب هو الأكثر تواترًا في الاستعمال، وقد رُتـّبت بمقتضاه المادة اللّغويّة في كل المعاجم القديمة والحديثة، وهو الترتيب الذي تعلّمناه، ونعلّمه لأطفالنا في المدارس اليوم.

كنت أتعجَّب من هذا الصنف من الناس، وأقول في نفسي من أنتم حتى تفرضوا على القرآن مناهجكم وأساليبكم الخاصة، فتقولون نرفض هذا ونقبل ذاك؟! أنسيتم أنكم تتعاملون مع القرآن العظيم، وهو كتاب عزيز يفرض مناهجه الذاتية، ولا ينتظر من أحد أن يفرض عليه مناهجه؟!

هل لديكم شكّ في أن اللَّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن العظيم؟! وهل لديكم شكّ في أنه عندما أنزله كان يعلم أن الحروف العربية سوف يتم ترتيبها على النحو الذي هي عليه اليوم؟!

لو درستم السيرة النبوية لوجدتم كثيرًا من الناس الذين استهزؤوا برسول اللَّه -صلى الله عليه وسلّم- وحاربوه وجاهروه بالعداء، ودارت الأيام والسنون، ودخل كثير من هؤلاء الإسلام، فلماذا لم ينزل قرآن يتلى إلا في أشخاص بعينهم منهم أبو لهب، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي، والنضر بن الحارث، والأخنس بن شريق، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وأبيّ بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم؟

كل الذين نزل فيهم قرآن عاشوا بعدها فترات طويلة من الزمن، وبرغم ذلك لم يفكِّر أحد منهم في الدخول في الإسلام، بل حتى لم يخطر ببال أحدهم أن يسلم حتى لو نفاقًا. ولكم أن تتخيَّلوا حال أبي لهب، الذي عاش أكثر من 10 أعوام بعد أن نزلت فيه وفي زوجته سورة المسد، لو وقف أمام الناس، وقال لهم: إن القرآن يقول إنني سأصلى نارًا ذات لهب وهأنذا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه، فما الذي كان يمكن أن يحدث حينئذٍ؟! أليست هذه فرصة ذهبية ليثبت تناقض القرآن؟ وبكلمة واحدة؟!

ولكن الذي أنزل القرآن يعلم أن جميع من نزل فيهم لن يخطر ببالهم (مع شدَّة دهائهم) أن يدخل أحدهم الإسلام ولو نفاقًا. ولذلك لا تتعجّب أن تجد في القرآن العظيم إشارة إلى بعض الظواهر العلمية التي لم تظهر إلا حديثًا، ولا تتعجّب أن تجد أن القرآن العجيب يأخذ في حسبانه تطوّرات جاءت لاحقًا، في جميع المجالات اللّغويّة والعلميّة وغيرهما، ولا تتعجّب عندما تجد القرآن معجزًا من خلال قواعد الإملاء الحديثة، وهي القواعد التي لم تكن معروفة عند نزوله، ولا تتعجّب عندما تجد القرآن العظيم يعتمد بناؤه الإحصائي الترتيب الهجائي للحروف العربية، وهو الترتيب الذي لم يكن معروفًا عند نزول الوحي.

ولذلك لا تحاول أن تُخضِع القرآن لمناهج علميّة وضعها البشر، فالقرآن أسمى من ذلك مكانًا وأرفع، وإذا أردت أن تفهم البناء الرقمي للقرآن وتتعامل معه، فعليك أن تضعه أمامك، وتحاول أن تلتمس المنهجية التي رسمها القرآن لنفسه، وتحاول أن تتبعها، فللقرآن أسلوبه ومنهجه العلمي الرصين، وليس في حاجة لأن يقيِّده أحد.

-----------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.