عدد الزيارات: 15.5K

إعصار فيه النار


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 17/11/2017 هـ 22-04-1437

يقول اللَّه تعالى في محكم تنزيله:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة.

النار!! كم هي رهيبة ومُرعبة عند ذكر اسمها، وكم هي مؤلمة عند التعرض لألسنتها! هذا الحديث عن نار الدنيا أما الحديث عن نار الآخرة -أعاذني وأعاذكم اللَّه منها- فأمر آخر تشيب لذكره الولدان! ينطبق أمر النار ذاته مع الإعصار، أما عندما يلتقي الاثنان معًا فتتضاعف قوتهما التدميرية في إتلاف المحاصيل والممتلكات والغابات وإحراقها، وكذلك كل ما يقف في طريقهما، حيث يتحرك هذا الثنائي المرعب بقوّة دفع هائلة قد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 300 كيلومتر في الساعة.  

ظاهرة إعصار النار لم تقع في عهد النبي –صلى اللَّه عليه وسلّم- كما لم تكن معروفة في جزيرة العرب؛ لأنها منطقة صحراوية، بينما إعصار النار ظاهرة طبيعية نادرة تحدث في مناطق الغابات الكثيفة. وبالتالي إذا كان سكان الغابات بالكاد يشاهدون الإعصار، فكيف الحال مع سكان الصحراء؟!

لقد لفت هذا النوع من الأعاصير انتباه العلماء حديثًا بسبب قوته التدميرية المُرعبة، حيث تفاجأ العالم في السنوات الأولى من بداية هذا القرن بأعاصير فيها نيران تضرب بعض غابات أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأستراليا، وتحرق وتلتهم خلال فترة زمنية وجيزة مساحات شاسعة من الأشجار والممتلكات.

إعصار

وقد سُجلت حالات كثيرة لإعصار النار ولم يسند فيها مصدر النار إلى تدخل العنصر البشري، فهل يمكن أن يكون مصدر النيران المشتعلة نزول الأعاصير عليها؟! أم هل يمكن أن يحتوي الإعصار على النار بما تعنيه الكلمة من معنى؟ أو على أقل الاحتمالات احتواء الإعصار على الآلية المضيئة لإشعال النار؟ أم هل تكون صفة الإحراق في الإعصار نتيجة ما يصحبه من برق، فيأتي الإعصار ممزوجًا به آليات الإشعال؟!

والعجيب أنه متى وقع الإعصار في منطقة غابات، وتهيأت له ظروف جوية مناسبة من درجة حرارة وسرعة رياح وغير ذلك، تندلع النيران في هذه الغابات، وتدخل النيران المشتعلة إلى قلب الإعصار وتشكل نواةً له وتتحرّك وتدور معه في دوامة حلزونية مُرعبة، ولذلك فإن النار ليست من أصل الإعصار وإنما دخلت فيه بسبب عوامل خارجية مثل الحرارة الزائدة والظروف الجوية المناسبة وغيرها، وبذلك كان التعبير القرآني دقيقًا في وصف هذا الإعصار: إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ!

لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن مركز الإعصار بارد أو ربما يكون ساخنًا قليلًا، ولكن أن يكون فيه نار، فهذا شيء لم يكن متوقعًا، حتى تفاجأ العالم في بداية هذا القرن بهذا النوع من الأعاصير، التي جعلت من البشر مجرد أقزام تقف مشلولة الأيدي في مواجهة وحش كاسر عملاق، برغم التطور التكنولوجي المهول والتقدم العلمي الكبير الذي مكّنهم من ارتياد أقاصي الفضاء والغوص في أعماق المحيطات.

إعصار

والقرآن الكريم الذي أُنزل على أهل الصحراء تكلّم عن الأعاصير في مكان وزمان لم يكن أحد من الناس فيهما يعلم شيئًا عن الأعاصير، حيث يتطلب إعصار النار وجود حرائق تجتاح الغابات وظروفًا جوية مناسبة، ولذلك فإن القرآن لا يضرب المثل بهذا النوع من الأعاصير (إعصار فيه نار) إلا دلالة على إعجازه، وتأكيدًا على حقيقة صلاحيته لكل زمان ومكان؛ إذ إن الأعاصير بأنواعها المختلفة والعواصف لم تُعرف مسبباتها إلا حديثًا، أما آنذاك حينما أُنزل القرآن الكريم، فقد كانت المعلومات عن الأعاصير شحيحة، بل ربما لم يكن لها في الحقيقة وجود أصلًا، وكانت العرب تطلق على الإعصار بشكل عام اسم الزوبعة. أما الإعصار الذي فيه نار، فلا يقع أصلًا في الصحراء، بل يصيب الغابات الكثيفة، وفوق ذلك فهو ظاهرة نادرة الحدوث وغير مألوفة ولم يتم توثيقها بشكل علمي إلا في بداية هذا القرن، وبعد تطور التكنولوجيا الرقمية ووسائل الرصد والتصوير. فمن أين علم مُحمَّد –صلى اللَّه عليه وسلّم- بمثل هذا النوع من الأعاصير، وهو الذي قضى حياته كلها في الصحراء ولم يشاهد في حياته أي إعصار ناري، إذ إن مثل هذه الظواهر الطبيعية لا تحدث إلا في مناطق الغابات كثيفة الأشجار؛ بل إن سكان الغابات أنفسهم نادرًا ما يشاهدونها، فكيف بساكن الصحراء! ومن أين علم بها في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئًا عنها؟ وكيف استطاع أن يصف هذا الإعصار وصفًا علميًّا دقيقًا يطابق ما توصل إليه علماء اليوم؟!

وقبل أن نفسح المجال للمكذبين بهذا القرآن للإجابة عن هذه الأسئلة نعرض عليهم فيما يأتي بعض عجائب الأرقام:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة.

لقد ورد لفظ (إعصار) في القرآن مرّة واحدة فقط وجاء في هذه الآية التي تصدّرت المقال.

تأمّل فيما يأتي أحرف لفظ (إعصار):

الحرف

إ

ع

ص

ر

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

18

14

10

43

تكراره في الآية

27

4

3

9

43

 

هذه هي أحرف لفظ (إعصار) مجموع ترتيبها الهجائي 43 وتكرّرت في الآية 43 مرّة!

تأمّل كيف تطابق مجموع الترتيب الهجائي لأحرف الكلمة مع مجموع تكرارها في الآية!

 

قد يقول قائل: لماذا نسقط حرف الألف المكرّر في كلمة (إعصار)، أي لماذا لا نحسبه مرّتين؟!

حسنًا لنفعل ذلك.. فتأمّل ماذا يحدث:

الحرف

إ

ع

ص

ا

ر

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

18

14

1

10

44

تكراره في الآية

27

4

3

27

9

70

 

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ (إعصار) باعتبار حرف الألف المكرّر = 44

مجموع تكرار أحرف لفظ (إعصار) في الآية نفسها باعتبار حرف الألف المكرّر = 70

مجموع العددين 44 + 70 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

هل تذكر العدد 43 أم نسيته؟

هذا العدد 43 أوّلي ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14

آية الإعصار رقمها 266 وهذا العدد = 14 × 19

من بداية لفظ (نار) حتى نهاية الآية 43 حرفًا.

لفظ (نار) الوارد في هذه الآية هو التكرار رقم 14 للفظ (نار) من بداية المصحف!

آية الإعصار ترتيبها من بداية المصحف رقم 188 بين آيات القرآن التي تنتهي بحرف النون.

العدد 188 يساوي 114 + 74

العجيب أن عدد حروف آية الإعصار 148 حرفًا، وهذا العدد = 74 + 74

تبدأ آية الإعصار بكلمة (أَيَوَدُّ).

وإذا تتبعت كلمات القرآن التي تنتهي بحرف الدال من بداية المصحف فإن كلمة (أَيَوَدُّ) ترتيبها رقم 133

العجيب أن رقم الآية 266 وهذا العدد يساوي 133 + 133

العجيب أن لفظ (أَيَوَدُّ) لم يرد في القرآن إلا مرّة واحدة فقط وجاء في هذه الآية!

كما أن لفظ (إِعْصَارٌ) لم يرد في القرآن كله إلا مرّة واحدة فقط وجاء في هذه الآية التي تصدّرت المقال.

فتأمّل يا رعاك اللَّه!! تأمّل بعقلك وخيالك وذوقك نظم حروف هذه الآية!

وتأمّل كيف يأتي النظم القرآني منضبطًا على مستوى الحرف وترتيبه الهجائي!

هذا الترتيب الذي لم يعرفه العرب إلا بعد ثمانية عقود من انقضاء الوحي!

تمامًا كما هو حال إعصار النار الذي لم يعرفه العالم إلا بعد ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من انقضاء الوحي!

تأمّلوا جيِّدًا..

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

من بداية لفظ (نار) حتى نهاية الآية 43 حرفًا.

والعدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14

لفظ (نار) الوارد في هذه الآية هو التكرار رقم 14 للفظ (نار) من بداية المصحف!

والعدد 14 يساوي 7 + 7

و7 هو عدد أبواب جهنم! وقد أخبرنا القرآن عن ذلك في هذه الآية:

لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر

هذه الآية جاءت بعد 43 آية من بداية سورة الحجر!

وسورة الحجر نفسها تأتي بعد 14 سورة من بداية المصحف!

وأنتم تعلمون أن العدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14

 

نعود إلى آية الإعصار ونتأمّل الكلمة رقم 7 من بدايتها:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

الكلمة رقم 7 هي كلمة (مِنْ).

هذه الكلمة تتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، وهذا العدد = 7 × 7

العدد 14 يساوي 7 × 2، والكلمة رقم 14 هي كلمة (لَهُ).

هذه الكلمة تتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، وهذا العدد = 7 × 7

سبحان الله! النتيجة نفسها والدلالة الرقميّة ذاتها!

العدد 21 يساوي 7 × 3، والكلمة رقم 21 هي كلمة (وَلَهُ).

سبحان الله! الكلمة السابقة نفسها مسبوقة بواو العطف!

العدد 28 يساوي 7 × 4، والكلمة رقم 28 هي كلمة (فَاحْتَرَقَتْ).

هذه الكلمة تتألّف من 7 أحرف!

العدد 35 يساوي 7 × 5، والكلمة رقم 35 هي كلمة (تَتَفَكَّرُونَ).

هذه الكلمة تتألّف من 7 أحرف أيضًا!

المعنى نفسه! والدلالة الرقميّة ذاتها!

 

تأمّلوا الآية جيِّدًا:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

 

هناك 5 كلمات يتألّف كلٌ منها من 7 أحرف في هذه الآية.

استخرجوا هذه الكلمات الخمس وضعوها أمامكم هكذا:

الْأَنْهَارُ - الثَّمَرَاتِ - فَأَصَابَهَا - فَاحْتَرَقَتْ - تَتَفَكَّرُونَ

هذه الكلمات مجموع حروفها 35 حرفًا والعدد 35 هو عدد كلمات الآية أيضًا!!

هذه الكلمات عددها 5 وعدد أحرف كل واحدة منها 7 أحرف.

والآن تأمّلوا الكلمة رقم 5 في الآية إنها كلمة (لَهُ)!

وتأمّلوا الكلمة رقم 7 في الآية إنها كلمة (مِنْ)!

هل تذكرون هاتين الكلمتين!

كلمة (لَهُ) تتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، وهذا العدد = 7 × 7

وكلمة (مِنْ) تتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، وهذا العدد = 7 × 7

تأمّلوّا هذا النظام السُباعي المحكم والعجيب!

 

توقّفوا قليلًا وتأمّلوا..

حرف القاف ورد في الآية مرّة واحدة.

حرف الراء تكرّر في الآية 9 مرّات.

حرف الألف تكرّر في الآية 27 مرّة.

حرف النون تكرّر في الآية 12 مرّة.

هذه هي أحرف لفظ (قرآن) تكرّرت في الآية 49 مرّة، وهذا العدد = 7 × 7

 

تأمّلوا هذه أيضًا..

حرف الألف تكرّر في الآية 27 مرّة.

حرف السين لم يرد في هذه الآية!

حرف اللّام تكرّر في الآية 15 مرّة.

حرف الميم تكرّر في الآية 7 مرّات.

هذه هي أحرف لفظ (الإسلام) تكرّرت في الآية 49 مرّة، وهذا العدد = 7 × 7

سبحان الله! النتيجة نفسها والدلالة الرقميّة ذاتها!

 

تأمّلوا آخر 7 كلمات في الآية: "كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ"!

الكلمة الأولى من هذه الكلمات (كَذَلِكَ) تكرّرت أحرفها في الآية 26 مرّة.

الكلمة الثانية من هذه الكلمات (يُبَيِّنُ) تكرّرت أحرفها في الآية 26 مرّة.

الكلمة الثالثة وهي اسم الجلالة (اللَّهُ) تكرّرت أحرفها في الآية 52 مرّة، وهذا العدد = 26 + 26

الكلمة الأخيرة من هذه الكلمات (تَتَفَكَّرُونَ) تكرّرت أحرفها في الآية 52 مرّة، وهذا العدد = 26 + 26

والعجيب أن اسم الجلالة ورد في القرآن 2704 مرّات، وهذا العدد = 52 × 52

سبحانك ربي.. ولعلّهم يتفكّرون!!

لعلّهم يتفكّرون في هذا النظم المحكم رقمًا وحرفًا.. كلمة وعددًا!

ولعلّهم يتساءلون: هل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلم- يقوم بحساب ذلك كلّه؟!

 

أودّ أن أطرح سؤالًا مهمًّا:

هل هناك أي حرف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات!

نعم هناك حرف وحيد ورد في الآية 7 مرّات، وهو حرف الميم، الحرف رقم 24 في قائمة الحروف الهجائية.

والآن يمكنكم أن تتأمّلوا الكلمة رقم 24 في الآية نفسها:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

إنها كلمة (فَأَصَابَهَا) وعدد أحرفها 7 أحرف!

أحرف هذه الكلمة (فَأَصَابَهَا) تكرّرت في هذه الآية 51 مرّة.

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف هذه الكلمة نفسها (فَأَصَابَهَا) = 63

مجموع العددين 51 + 53 = 114

سبحان الله! إنه عدد سور القرآن الكريم!

 

ولكن ليس ذلك ما أودّ التوقّف عنده!

أودّ أن أنتقل بكم من الكلمة رقم 24 من بداية الآية إلى الآية رقم 24 من بداية المصحف:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة

عجيب!! ماذا ترى!

إنها الآية التي تضمّنت أول ذكر للفظ (نار) في القرآن الكريم!

هذه الآية رقمها 17 وعدد كلماتها 17 كلمة أيضًا!

17 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7

لفظ (نار) في هذه الآية جاء قبل 49 حرفًا من نهايتها، وهذا العدد = 7 × 7

لفظ (نار) في هذه الآية يأتي بعد 196 كلمة من بداية المصحف، وهذا العدد = 7 × 7 × 4

ولا تنسَ أن 4 هو ترتيب العدد 7 نفسه في قائمة الأعداد الأوّليّة!

لفظ (نار) في هذه الآية هو الكلمة رقم 168 من بداية سورة البقرة، وهذا العدد = 7 × 24

24 هو ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف!

ولا تنسَ أن عدد حروف هذه الآية 72 حرفًا، وهذا العدد = 24 + 24 + 24

وهكذا عدنا إلى العدد 24 من طريق آخر!

آخر حرف في لفظ (نَارًا) هو الحرف رقم 888 من بداية المصحف!

تأمّلوا العدد 888 فهو يساوي 37 × 24

37 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ (نَارًا) نفسه!

24 هو ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف!

وهكذا كل الطرق تؤدي إلى العدد 24.. فما شأن هذا العدد مع النار؟!

هذا يدفعنا للبحث عن أوّل آية في المصحف رقمها 24.. إنها هذه الآية:

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة

 

تأمّلوا جيِّدًا!

هذه الآية التي أمامكم تضمّنت التكرار الثاني للفظ (نار) في القرآن الكريم!

العجيب أن لفظ (نار) في هذه الآية جاء في ترتيب الكلمة رقم 7 من بدايتها ورقم 7 من نهايتها أيضًا!

 

الآن ما رأيكم أن نضم هذه الآية إلى أختها لنرى..

ورد لفظ (نار) للمرّة الأولى في المصحف في الآية رقم 17 من بدايته:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة

وورد لفظ (نار) للمرّة الثانية في المصحف في الآية رقم 24 في السورة ذاتها:

"فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" (البقرة: 24).

الأمر المذهل أن مجموع حروف الآيتين 138 حرفًا، وهذا العدد = 114 + 24

وأنتم تعلمون أن 114 هو عدد سور القرآن الكريم!

والعجيب أن أحرف لفظ (نار) تكرّر في هاتين الآيتين 41 مرّة، وهذا هو مجموع أرقام الآيتين!

الآن تأمّل أوّل ثلاث آيات يرد فيها لفظ (نار) في القرآن:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) البقرة

مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 40 كلمة ومجموع أرقامها 80، وهذا العدد = 40 + 40

 

الآن تأمّلوا أين جاء لفظ (نار) للمرّة الرابعة في القرآن:

وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) البقرة

تأمّل رقم الآية.. إنه العدد 80 نفسه!

والأعجب من ذلك أن لفظ (نار) ورد في سورة البقرة في 15 آية مجموع أرقامها 2320

وهذا العدد = 80 × 29

إلى ماذا يشير العدد 80 وما هي علاقته بالنار؟

تأمّلوا الإجابة:

حرف الجيم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 5

حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26

حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25

حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24

هذه هي أحرف لفظ (جهنم) ومجموع ترتيبها الهجائي = 80

 

تأمّلوا كيف يأتي النظم القرآني منضبطًا على مستوى الحرف وترتيبه الهجائي!

هذا الترتيب الذي لم يعرفه العرب إلا بعد ثمانية عقود من انقضاء الوحي!

تمامًا كما هو حال إعصار النار الذي لم يعرفه العالم إلا بعد ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من انقضاء الوحي!

------------------------------------------------------------------------------------

المصادر:

أوّلًا: القرآن الكريم.

 

ثانيًا: المصادر الأخرى:

  • الكحيل، عبد الدائم؛ ظاهرة إعصار النار؛ أُسترجع في تاريخ 13 يناير 2015، من موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي (www.kaheel7.com).
  • المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر.
  • رضوان، رضا عبد الحكيم؛ الإعصــار والنــــار؛ أُسترجع في تاريخ 13 يناير 2016، من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة (http://www.eajaz.org).

 

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.