صبر الرسل جميعًا على المكاره والمحن في سبيل تبليغ رسالتهم صبرًا لا يقدر عليه غيرهم من البشر. فمنهم من أُلقي في النار، ومنهم من نُشر بالمنشار، وفيهم المثل الأعلى، والقدوة الحسنة على الصبر الجميل. وفي الآية الآتية يأمر اللَّه عزّ وجلّ عبده ونبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم بالصبر على أذى المشركين أسوة بأولي العزم من قبله من الرسل، وهم الذين امتُحِنوا بالمحن، فلم تزدهم إلا جدًا في أمر الله، كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى- عليهم السلام-:
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوْعَدُوْنَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُوْنَ (35) الأحقاف
كلمة "الرسل" في هذه الآية ترتيبها رقم 625 من بداية سورة الأحقاف، وهذا العدد = 25 × 25
25 هو عدد الرسل الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم!
(أُوْلُوا الْعَزْمِ) لم ترد في القرآن إلَّا في هذا الموضع، وكلمة العزم ترتيبها رقم 5 في الآية وأولو العزم عددهم 5
أوَّل كلمة في هذه الآية (فَاصْبِرْ) ترتيبها من بداية سورة الأحقاف رقم 619
هل تعلم ماذا يعني هذا العدد؟
619 عدد أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 114، وهذا هو عدد سور القرآن!
هذه الآية هي آخر آية في سورة الأحقاف، ما يعني أنها جاءت قبل سورة مُحَمَّد مباشرة، ولا يوجد بينها وبين سورة مُحَمَّد أي آية أخرى، ومعلوم أن خامس أولي العزم من الرسل وآخرهم هو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلّم!
تأمّل قول اللَّه عزّ وجلّ وهو يخاطب نبيّه بقوله تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ.
لأن المُخاطب في هذه الآية هو آخر (أُوْلُوْا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)، جاء هذا النص من 4 كلمات بعدد أولي العزم السابقين لمُحَمَّد صلى الله عليه وسلّم، الذي أمره اللَّه عزّ وجلّ أن يصبر كما صبروا.
هذا النص جاء من 4 كلمات و17 حرفًا، وكذلك ورد اسم "مُحمَّد" في القرآن 4 مرّات، واسم "مُحَمَّد" من أربعة أحرف، وأوَّل حروفه وهو حرف الميم تكرّر ضمن الحروف المقطَّعة 17 مرّة.
بل إن هذه الآية هي آخر آية في سورة الأحقاف، وتأتي بعدها مباشرة سورة مُحَمَّد، وفي ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحَمَّد نجد اسم "مُحَمَّد" يرد لمرّة واحدة فقط في السورة التي تحمل اسمه!
فتأمّل..
الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوْا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) مُحَمَّد
هناك 17 نبيًّا تكرّرت أسماؤهم في القرآن الكريم أكثر مما تكرّر اسم "مُحَمَّد" صلى الله عليه وسلّم!
نعود إلى الآية الأخيرة من سورة الأحقاف ونلاحظ أن (أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) جاءت بعد 621 كلمة تمامًا من بداية سورة الأحقاف، وهذا العدد يساوي 17 × 17 + 17 × 17 + 43
العدد 43 هو عدد المرّات التي ورد فيها اسم نوح في القرآن الكريم، وهو أوّل أولي العزم من الرسل!
أولو العزم من الرسل: نوح - إبراهيم - موسى - عيسى - مُحَمَّد -صلى الله وسلم عليهم- أجمعين.
ترابط ذكر الأنبياء في القرآن
في جملة الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في القرآن، وعددهم 25 نبيًّا، هناك 17 منهم تكرّرت أسماؤهم بأكثر مما تكرّر اسم "مُحَمَّد" في القرآن.
والنبي الوحيد الذي ورد في سورة مُحَمَّد هو "مُحَمَّد" صلى الله عليه وسلّم، وقد جاء اسمه في ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية السورة، ورقم 525 من نهاية السورة، وهذا العدد = 25 × 21
21 هو ترتيب سورة الأنبياء في المصحف!
أما العدد 25 فهو عدد الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في القرآن!
من بداية سورة مُحَمَّد حتى نهاية المصحف، ورد اسم موسى 5 مرّات، وإبراهيم 6 مرّات، ونوح 9 مرّات، وعيسى 3 مرّات و"مُحَمَّد" مرّتين. وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وتكرّرت أسماؤهم من بداية سورة مُحَمَّد حتى نهاية المصحف 25 مرّة، وهذا هو عدد الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في القرآن!
وكل من ذُكر اسمه في القرآن من الأنبياء فهو رسول أيضًا.
-----------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).