عدد الزيارات: 2.6K

إعصار فيه نار (2)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 21/11/2016 هـ 14-07-1437

عندما يهجم الإعصار بقوّة دفع هائلة..

تصل هذه القوة  في بعض الحالات إلى أكثر من 300 كيلومتر في الساعة!

فلابد أنه الدمار المحقق!

وعندما يحمل هذا الإعصار الهائل في باطنه ناراً.. يقف الإنسان عاجزاً أمامه.. ولا يملك إلا طلب النجاة من الله!

فتأمّلوا..

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

إعصار فيه نار..

ظاهرة طبيعية نادرة جدّاً..

لم يتم توثيقها إلا في السنوات الأولى من بداية هذا القرن الحادي والعشرين.

عندما فوجئ العالم بأعاصير فيها نيران تحرق وتلتهم مساحات شاسعة من الأشجار والممتلكات.. خلال فترة وجيزة.

فكيف تكلّم القرآن عن هذه الظاهرة في مكان وزمان لم يكن الناس فيهما يعلمون شيئًا عن هذا النوع من الأعاصير؟!

يقول علماء الأرصاد الجوّية إنه متى ما وقع الإعصار في منطقة غابات كثيفة الأشجار، وتهيأت له ظروف جوية مناسبة من درجة حرارة مرتفعة وسرعة رياح كبيرة وغير ذلك، تندلع النيران في هذه الغابات، وتدخل النيران المشتعلة إلى قلب الإعصار وتشكل نواةً له، فتتحرّك وتدور معه في دوامة حلزونية مُرعبة.

لذلك فإن النار ليست من أصل الإعصار وإنما دخلت فيه بسبب عوامل خارجية محددة، وبذلك كان التعبير القرآني دقيقًا جدًّا في وصف هذه الظاهرة..  إِعْصَارٌ فِيهِ نَار!

لنتأمل جيِّدًا..

إن كلمة (إعصار) لم ترد في القرآن الكريم كله إلا في هذه الآية فقط..

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة

هذه الآية تزخر بمجموعة من الروابط الرقمية السباعية العجيبة!

وللتدليل على هذه المنظومة السباعية.. لنبحث عن أي حرف تكرّر في هذه الآية 7 مرّات؟!

نعم.. إنه حرف الميم الحرف الذي تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.

حرف الميم هو الحرف رقم 24 في قائمة الحروف الهجائية.

لذا فلنتأمّل الكلمة رقم 24 في آية الإعصار نفسها:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( (266

إنها كلمة (فَأَصَابَهَا)!

العجيب أن هذه الكلمة تتألّف من 7 أحرف!

منظومة سباعية عجيبة! ولكن.. لماذا الرقم 7؟!

لماذا ترتبط النار بمنظومة سباعية؟!

العلاقة أعمق من أن عدد أبواب النار 7

لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر

استعدّوا للمفاجأة!

الكلمة رقم 24 من بداية الآية ربطت بين المنظومة السباعية والإصابة بالنار..

فماذا عن الآية رقم 24 من بداية المصحف؟!

إنها هذه الآية من سورة البقرة:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة 

سبحان الله! إنها الآية التي تضمّنت أوّل ذكر للفظ (نار) في القرآن الكريم!

والعجيب أن هذه الآية رقمها 17 وعدد كلماتها 17 أيضًا!

17 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7

المنظومة السباعية يتأكد ارتباطها بالنار!!

 

تأملوا من جديد..

كلمة (نار) جاءت قبل 49 حرفًا من نهاية الآية، وهذا العدد = 7 × 7

كلمة (نار) في هذه الآية وردت بعد 196 كلمة من بداية المصحف، وهذا العدد = 7 × 7 × 4

كلمة (نار) في هذه الآية هي الكلمة رقم 168 من بداية سورة البقرة، وهذا العدد = 7 × 24

24 هو ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف!

والعجيب أن عدد حروف هذه الآية 72 حرفًا، وهذا العدد = 24 × 3

فهل هناك علاقة أخرى بين النار والعدد 24؟

تأملوا أوّل آية في المصحف رقمها 24:

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة

يا الله!! هذه الآية التي أمامكم تضمّنت التكرار الثاني لكلمة (نار!(

والعجيب أيضاً أن كلمة (نار) في هذه الآية جاءت في ترتيب الكلمة رقم 7 من بدايتها!

بل ورقم 7 من نهايتها أيضًا! المنظومة السباعية يتأكد ارتباطها بالنار بكل الطرق!!

سبحان من هذا نظمه!

 

والآن ما رأيكم أن نضم الآيتين اللتين وردت فيهما كلمة (نار)..

هل سنرى مزيداً من العجائب؟ لنرى..

وردت كلمة (نار) للمرّة الأولى في المصحف في الآية رقم 24 من بدايته:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة

ووردت كلمة (نار) للمرّة الثانية في المصحف في الآية رقم 24 من السورة ذاتها:

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ24) ) البقرة

الأمر المذهل أن مجموع حروف الآيتين 138 حرفًا، وهذا العدد = 114 + 24

وأنتم تعلمون أن 114 هو عدد سور القرآن الكريم!

العجيب أن أحرف كلمة  )نار (تكرّرت في هاتين الآيتين 41 مرّة

إنه مجموع رقمي الآيتين! رحلة من العجائب لا تنتهي!

 

والآن ما رأيكم لو عدنا إلى آية إعصار النار لنتأملها من زاوية جديدة؟

كونوا على ثقة أن أي زاوية للنظر إلى القرآن ستهدي إليكم الجلال والجمال:

 أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)

تأمّلوا آخر 7 كلمات في الآية: كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ!

كلمة (كَذَلِكَ) تكرّرت أحرفها في الآية 26 مرّة.

كلمة (يُبَيِّنُ) تكرّرت أحرفها في الآية 26 مرّة.

لفظ الجلالة (اللَّهُ) تكرّرت أحرفه في الآية 52 مرّة، أي 26 + 26

كلمة (تَتَفَكَّرُون) تكرّرت أحرفها في الآية 52 مرّة، أي 26 + 26

سبحانك ربي.. لعلّهم يتفكّرون!!

تأملوا آخر لطائف هذا المشهد.. وقولوا سبحان من هذا كلامه ونظمه!

هل رأيتم كيف تكررت أحرف لفظ الجلالة في الآية 52 مرة؟

وهل رأيتم كيف تكررت أحرف (تَتَفَكَّرُون) آخر كلمة في الآية 52 مرة؟

ما رأيكم أن لفظ الجلالة ورد في القرآن الكريم 2704 مرّات، وهذا العدد = 52 × 52

حقاً.. لعلّهم يتفكّرون في روعة هذا النظم القرآني!

ولعلّهم يتساءلون.. هل كان مُحمَّد صلى الله عليه وسلم يقوم بحساب كل هذا؟!

وكم استغرق من الوقت ليقوم بذلك في القرآن كله؟!

هذا النظم المحكم رقمًا وحرفًا.. كلمة وعددًا.. هل يستطيعه بشر؟!

كلا.. إنه كلام الله لا ريب.

--------------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.