الأعداد.. تلك الرموز التي لا تعني إلا الوضوح والدقة..
في القرآن.. تنطق الأعداد بلغة يفهمها كل صاحب فطرة سليمة نقية..
كل عدد منها له في القرآن دلائل ومعانٍ رائعة..
العدد الواحد يربط بين السور والآيات والكلمات برباط باهر..
وكأنه يرشدك إلى معنى دقيق ويقول لك.. تأمل.. تدبر.. تفكّر..
ضيف الشرف لهذا المشهد هو العدد 53
اسم الله هو الكلمة رقم 53 في أوّل سورة نزلت من القرآن.
أحرف اسم الله تكرّرت في أولى سور القرآن 53 مرّة.
أوّل 53 سورة في المصحف تضمّنت جميعها اسم الله.
اسم الله ورد للمرّة الأخيرة في المصحف قبل 53 كلمة من نهايته!
أوّل سورة لم يرد فيها اسم الله تأتي بعد 53 سورة من بداية المصحف!
فما المعنى.. وما العجيب في هذا العدد؟
تأملوا هذه الآية..
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيٌدٌ (53) فصلت
تأمّلوا كيف بدأت الآية: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا..
إن رقمها 53، وهذا العدد أوّليّ.
سورة فصلت التي وردت فيها هذه الآية ترتيبها في المصحف 41، وهذا العدد أوّليّ.
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4271، وهذا العدد أوّليّ.
الآية عدد كلماتها 19 كلمة، وهذا العدد أوّليّ.
الآية عدد حروفها 73 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ.
كلمة "الحق" جاءت في ترتيب الكلمة رقم 11 وهذا العدد أولي.
اسم اللَّه ورد في هذه السورة.. سورة فصلت 11 مرّة، وهذا العدد أوّليّ.
مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها اسم اللَّه في سورة فصلت 307، وهذا العدد أوّليّ.
أوّل آية ورد فيها اسم اللَّه في سورة فصلت عدد كلماتها 23 كلمة، وهذا العدد أوّليّ.
آخر آية ورد فيها اسم اللَّه في سورة فصلت عدد كلماتها 17 كلمة، وهذا العدد أوّليّ.
سبحان الله.. الآية رقم 53 تربط بين اسم الله والأعداد الأوّليّة بصورة عجيبة!
والمعنى أن العدد 53 يعلن الوحدانية لله.. لأن الأعداد الأولية لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد.
سبحانك الواحد الأحد.
تأمّلوا من جديد كيف بدأت الآية: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا..
والأعداد الأوّليّة لا تزال تخفي سرًّا عظيمًا.. ولغزًا يحيّر العقل البشري ويتحداه..
إنها آية من آيات الله..
تأملوا أوّل سورة نزلت من القرآن.. سورة العلق
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
اسم اللَّه ورد في سورة العلق مرّة واحدة فقط، وجاء في ترتيب الكلمة رقم 53 من بداية السورة.
تأملوا أيضا أول سورة في المصحف.. سورة الفاتحة..
حرف الألف تكرّر في سورة الفاتحة 26 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في سورة الفاتحة 22 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في سورة الفاتحة 5 مرّات.
أحرف اسم الله تكرّرت في سورة الفاتحة 53 مرّة!
العجيب سترونه في كلمة "نعبد"..
إن كلمة (نعبد) تأتي في قلب الفاتحة تمامًا..
14 كلمة عن يمينها و14 كلمة عن يسارها..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
والعدد 14 يساوي 7 × 2
وبذلك تجسدت السبع المثاني (7 × 2) عن يمين "نعبد" وعن شمال "نعبد"
الأعجب أن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة "نعبد" = 53
العدد 53 يتأكد من جديد..
|
الحروف |
ن |
ع |
ب |
د |
المجموع |
|
تكرارها في الفاتحة |
11 |
6 |
4 |
4 |
25 |
|
ترتيبها الهجائي |
25 |
18 |
2 |
8 |
53 |
تأمّلوا..
مجموع تكرار أحرف كلمة (نعبد) في الفاتحة = 25
مجموع الترتيب الهجائي لكلمة (نعبد) = 53
ولكن ما هي العلاقة بين العددين 25 و53؟
إن القرآن كله يتلخص في سورة الفاتحة.. وسورة الفاتحة تتلخص في كلمتها المركزية (نعبد)..
من أجل هذه الكلمة وحدها دون غيرها (نعبد) أنزل الله الكتب وأرسل الرسل..
جميع الرسل والأنبياء جاؤوا لتحقيق هذه الكلمة دون غيرها (نعبد)..
الرسل والأنبياء والذين ورد ذكرهم في القرآن عددهم 25
فما رأيكم لو انتقلنا إلى الآية رقم 25 من سورة الأنبياء؟
تأمّلوا..
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الأنبياء
يا للعجب إنها تتحدث عن الغاية التي أرسل الله من أجلها الرسل (نعبد)..
والأعجب أن عدد حروف هذه الآية 53 حرفًا أيضا!
ترابط رقمي مذهل وعجيب!
والآن أين جاء الأمر بالعبادة للمرّة الأولى في القرآن؟
لا تفكّروا كثيرًا.. لقد جاء في هذه الآية من سورة البقرة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة
هذه الآية التي تضمّنت أوّل أمر بالعبادة عدد حروفها 53 حرفا أيضا..
الأعجب من ذلك أن كلمة (اعْبُدُوا) في هذه الآية هي الكلمة التي ترتيبها رقم 263 من بداية المصحف!
والعدد 263 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 56
ولكن إلى ماذا يشير العدد 56 وما هي علاقته بالعبادة؟
تأمّلوا..
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات
يا إلهي!! وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ!
الآية رقمها 56 وتتحدث عن الغاية التي خلق الله من أجلها الجن والإنس (العبادة)!
ألا تتفكّرون في هذه اللغة الرقمية القرآنية الواضحة؟!
سبحان من هذا نظم كلامه..
إنها لغة الأرقام.. لغة الصدق التي تشهد بصدق هذا القرآن!
---------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
