عدد الزيارات: 7.0K

لعلهم يتفكرون (25)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 08/09/2019 هـ 01-04-1438

مع مرور الزمان..

واعتياد الإنسان على ما حوله من علوم واكتشافات..

فإنه يمر على كثير من الأمور المبهرة في هذا الكون مرور الكرام!

ولعل أكثر المبهرات التي لا يتوقف الإنسان عندها كثيرًا هو الإنسان نفسه!

هذا المخلوق الذي يُعد دليلًا مبهرًا على عظمة الخالق سبحانه وتعالى!

ولتأكيد ذلك اسمحوا لي أن أسألكم سؤالًا بسيطًا..

ماذا تعرفون عن بَنانكم؟

تأمّلوا الآية الرابعة من سورة القيامة..

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) القيامة

البنان هو تلك الهندسة الفريدة والمحيرة، والخريطة البشرية التي لا يتشابه فيها اثنان من البشر، والتي لا تتجاوز مساحتها السنتيمتر المربع الواحد!!

ما هي هذه الخريطة وأين موقعها في جسم الإنسان، وما هو سرها، ولماذا ذكرها القرآن دون غيرها، وما هي أهميتها؟

إنها بصمات أصابع أيديكم وأرجلكم!

لم يتوصّل العلم إلى حقيقة البصمة وأهميتها إلا في نهاية القرن التاسع عشر، حيث ثبت علميًا أنه لا يمكن أن تتطابق البصمات بين شخصين أبدًا؛ وبذلك تم اعتماد البصمة دوليًّا كوسيلة مُثلى لتحديد هوية الأشخاص.

فتأمّلوا.. كم عدد من حوتهم القبور وابتعلتهم الأرض منذ أن وارى قابيل جسد أخيه هابيل الثرى حتى الآن.. وكم عدد من سيولدون منذ هذه اللحظة حتى قيام الساعة؟ السابقين والحاضرين والقادمين، مليارات البشر، ولا تتطابق البصمات بين اثنين منهم أبدًا، مهما تباعدت بهم الأمكنة والأزمان!

وهكذا.. ومع تطوّر العلوم نستطيع أن نفهم بشكل أفضل مراد اللَّه عزّ وجلّ من هذه الآية:

بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) القيامة

والآن لننتقل مع البنان.. من عجائب البيان إلى عجائب الأرقام.. في القرآن.

تأمّلوا..  واستعدوا للمفاجأة!

هذه الآية التي أمامكم  رقمها 4 وترتيبها من بداية المصحف رقم  5555

ركزوا معي جيدًا في الرقم 4 والرقم 5 مكرّرًا 4 مرّات!

 هل تجدون علاقة بينهما وبين البنان؟

ببساطة شديدة..

لكل إنسان 4 أطراف في كل طرف 5 بنان!

يده اليمنى تنتهي بـ (5) أصابع ويده اليسرى كذلك، في كل أصبع بنان.

رجله اليمنى تنتهي بـ (5) أصابع ورجله اليسرى كذلك، في كل أصبع بنان.

تذكّروا أن رقم الآية هو 4 وترتيبها من بداية المصحف 5555

الأعجب من ذلك أننا إذا تأمّلنا موقع لفظ (بَنَانَه) نجده الكلمة رقم 20 من بداية السورة !

وهذا العدد  يساوي 4 × 5

سبحان الله! العلاقة الرقمية نفسها تتأكّد عبر أكثر من طريق!

 

تأملوا أيضًا مجموع تراتيب السور من بداية المصحف حتى سورة القيامة التي وردت فيها آية البنان إنه 2775، وهذا العدد  يساوي 555 × 5

العلاقة الرقمية نفسها تتأكّد من جديد!

وتأمّلوا عدد كلمات سورة القيامة فهو 165 كلمة، وهذا العدد يساوي   55 + 55 + 55

ولا تنسَوا أن تنتبهوا إلى أن لفظ (بَنَانَهُ) يتألّف من 5 أحرف.

وتأمّلوا مجموع ترتيب سور القرآن من بداية المصحف حتى نهاية سورة القيامة فإنه 2850

وهذا العدد يساوي 114 × 5 × 5

وأنتم تعلمون أن 114 هو عدد سور القرآن الكريم!

 

وبهذا تتجلّى خُماسيات البَنان من زوايا مختلفة لتؤكد الحقيقة نفسها!

والآن تأمّلوا أين ورد لفظ البنان للمرّة الأولى في القرآن:

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال

وتأمّلوا أين ورد لفظ البنان للمرّة الأخيرة في القرآن:

بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) القيامة

مع العلم أن لفظ "بنان" لم يرد في القرآن الكريم كلّه إلا في هاتين الآيتين فقط!

والآن ما هي العلاقة بين هاتين الآيتين؟

لا تفكّروا كثيرًا..

الآية الأولى عدد كلماتها 23 كلمة.

والآية الثانية عدد حروفها 23 حرفًا.

ولكن ماذا يعني لكم هذا العدد؟

سوف تقولون إنه عدد أعوام نزول القرآن..

نعم.. إن عدد أعوام نزول القرآن 23 عامًا، ولكن الأمر يختلف هنا!!

 

تأمّلوا آيتي البنان من جديد..

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال

بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) القيامة

حرف الباء تكرّر في هاتين الآيتين 9 مرّات.

حرف النون تكرّر في هاتين الآيتين 13 مرّة.

حرف الألف تكرّر في هاتين الآيتين 24 مرّة.

هذه هي أحرف لفظ (بنان) فهل لديكم شك في ذلك؟

لقد تكرّرت هذه الأحرف في الآيتين 46 مرّة، وهذا العدد يساوي 23 + 23

تأمّلوا كيف يتأكّد هذا العدد (23) عبر أكثر من طريق وبشكل زوجي!

 

مزيد من التأكيد..

لقد وردت آيتي البنان في سورتي الأنفال والقيامة ومجموع ترتيبهما في المصحف هو 83

والعجيب أن العدد 83 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 23

والأعجب منه أن مجموع آيات سورتي الأنفال والقيامة 115 آية، وهذا العدد = 23 × 5

أرأيتم مثل هذه الروابط الرقمية الدقيقة؟

ولكن لا يزال هذا السؤال ينتظر إجابة مقنعة..

ما هي علاقة العدد 23 بالبنان؟

لقد توصّل العلم الحديث إلى أن لكل إنسان 23 زوجًا من الكروموسومات (23 + 23) تشكّل في مجملها البصمة الوراثية للإنسان.

والعجيب أن السورة التي تأتي بعد سورة القيامة مباشرة هي سورة الإنسان!!

وتعتبر هذه البصمة الوراثية لكل إنسان نسخة فريدة تميزه عن سائر الخلق.

وكما أنه لا يمكن أن تتطابق بصمات الأصابع فمن المستحيل كذلك تطابق البصمة الوراثية لشخصين!

هل رأيتم أعجب من ذلك؟! إنه القرآن العظيم الذي لا تنقضي عجائبه!!

 

مزيد من التأكيد..

ولكن لماذا جاءت آيتا البنان في سورتي الأنفال والقيامة؟

سورة الأنفال عدد آياتها 75 آية!

وسورة القيامة ترتيبها في المصحف رقم 75

وفي الحالتين فإن العدد 75 يساوي 25 × 3

والفرق بين عدد آيات السورتين يساوي 25

ولكن لماذا يتأكّد هذا العدد بهذه الطريقة العجيبة!

لأن مجموع أرقام آيات سورة الأنفال = 2850

ومجموع تراتيب سور القرآن من بداية المصحف حتى سورة القيامة = 2850

وهذا العدد 2850 يساوي 114 × 25

وأنتم تعلمون أن 114 هو عدد سور القرآن!

وتعلمون أيضًا أن العدد 25 يساوي 5 × 5

تأمّل هذا التناسق الرقمي العجيب!

فهل من المعقول بعد كل ذلك أن يتشكك أحد في القرآن الكريم؟!

هل اكتشف مُحمَّد- صلى اللَّه عليه وسلّم- بنفسه بصمة الأصبع قبل كل علماء العالم ودون وحي من الله؟

هل يستطيع أي عالم رياضيات عبقري اليوم، وليس قبل 1400 عام، أن يبني مثل هذا النظم الرقمي المذهل وبهذه الطريقة المحكمة؟!

وكيف إذًا  فعل مُحمَّد- صلى اللَّه عليه وسلّم- ذلك والقرآن لم يكن مرقَّمًا في عهده؟!

هل كان يعتني بكل هذه التفاصيل ليختار حروف القرآن وألفاظه  ومواقع آياته؟!

تفكّروا في هذا يا أولي الألباب..

---------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.