عدد الزيارات: 12.2K

في صحبة الجن


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 02/04/2016 هـ 26-01-1437

يقول الله تعالى في محكم تنزيله:

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) الأحقاف

قال المفسّرون لما مات أبو طالب، خرج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الطائف، يلتمس من أهلها النصرة، ويدعوهم إلى الإسلام، فأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويضحكون به، فانصرف صلى الله عليه وسلّم عنهم، عائدًا إلى مكة، حين يئس من ثقيف، وكان جسده الشريف ينزف دمًا من قسوة ما لاقاه من أهل الطائف، وقد وصف ذلك اليوم بأنه أسوأ أيام حياته، ولكن ما كان يخطر بباله -صلى الله عليه وسلّم- أن ربه عزّ وجلّ قد أعدّ له مفاجأة لم يكن يتوقعها، ألا هي إسلام الجن! فبينما كان في طريق عودته إلى مكة ببطن نخلة -وهو موضع بين مكة والطائف- قام يصلي من الليل، فوجّه اللَّه عزّ وجل إليه نفر من الجن يستمعون منه القرآن.

فلما حضروا القرآن عند تلاوته، أمروا بعضهم بعضًا بالإنصات والإصغاء لكي يسمعوا سماع تدبّر وتأمّل وإمعان، وكانوا من أشراف جنّ نصيبين -وهو موضع قرب الشام- أو من نينوى بالموصل، ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلّم من تلاوة القرآن في صلاة الفجر، رجعوا قاصدين إلى قومهم، مخوفين إياهم من مخالفة القرآن، ومحذرين لهم من عذاب اللَّه.

ودلّت روايات السنة على أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم لم يشعر بحضورهم في هذه المرة في الليلة الأولى، وإنما استمعوا قراءته، ثم رجعوا إلى قومهم، ثم بعد ذلك وفدوا إليه أرسالًا، قومًا بعد قوم، وفوجًا بعد فوج، منها ما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: كان الجن يستمعون الوحي، فيسمعون الكلمة، فيزيدون فيها عشرًا، فيكون ما سمعوا حقًا، وما زادوا باطلًا، وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم كان أحدهم لا يأتي مقعده إلا رمي بشهاب يحرق ما أصاب، فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلا من أمر قد حدث، فبثّ جنوده، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلّم يصلي بين جبلي نخلة، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا الحدث الذي حدث في الأرض.

وإن كانت هذه الآيات تحكي اللقاء الأوّل للنبي صلى الله عليه وسلّم بالجن، فقد التقى بهم أكثر من مرّة بعد ذلك، وسورة الجن تحكي لقاءً آخر غير هذا اللقاء. وفي هذه الآيات توبيخ لمشركي قريش على عدم إيمانهم، فإن الجن سمعوا القرآن، فآمنوا به، وعلموا أنه من عند اللَّه، فما بالكم أيها المشركون وأمثالكم تعرضون وتصرون على الكفر، ودلّت هذه القصة على أن النبي صلى الله عليه وسلّم مرسل مبعوث إلى الإنس والجن معًا.

والملائكة والجن عالمان غيبيّان غير مرئيين، يجب أن يؤمن المسلم بهما، كما يجب أن يؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلّم تلقّى الوحي عن طريق الملائكة، وأنه بلغ رسالته إلى الجن فبشّرهم وأنذرهم، أما كيفيّة التلقّي والتبليغ فغير معروفة لدينا إلا بطريق الأخبار الدينية السمعية النقلية، ولا مجال للعقل في ذلك.

سنتابع في المشاهد التالية إكمال هذه القصَّة من خلال الأرقام، وسوف نحاول أن نجمع بين صورتين في لوحة رقميّة رائعة: الصورة الأولى لنفر من الجن وهم يستمعون إلى القرآن لأوّل مرّة، ومن النبي -صلى الله عليه وسلّم- مباشرة وهو في طريق عودته من الطائف، أما الصورة الثانية فهي من غار حراء وعلى قمَّة جبل النور في مكَّة المكرَّمة، حيث الشعاع الأوّل من الوحي الذي أضاء أركان المعمورة من تلك البقعة!

فتأمّل معي قول الجن في هذه الآية الكريمة من سورة الأحقاف:

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوْسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) الأحقاف

أوّل ما يلفت نظرك في هذه الآية أنها جاءت من 20 كلمة و78 حرفًا!

وكذلك أوّل ما نزل به الوحي من السماء وبإجماع الأمة 20 كلمة و78 حرفًا!

وذلك في قوله تعالى:

اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق

تأكَّد الآن بنفسك من أن عدد كلمات آية الأحقاف وحروفها مطابق تمامًا لأوّل ما نزل من الوحي!

الأهم من ذلك هو تكامل المعنى والمضمون مع كلام الجن، وهم يبشرون ويستبشرون ببداية نزول القرآن!

الآن تأمّل هذه اللوحة الرائعة:

الإعجاز العددي

إن مثل هذه المشاهد الرقمية الحاسمة تُفحم المكذبين بهذا القرآن!

يا ترى ماذا سيقولون عنها؟! هل سيتجرّؤون على إنكارها؟! هيهات هيهات!!

تأمّل الخبر الذي تناقلته الجن بشأن القرآن العظيم في آية الأحقاف..

(سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِيْ إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيْقٍ مُّسْتَقِيْمٍ)

هذه الكلمات جاءت مباشرة بعد 529 كلمة من بداية السورة، وهذا العدد = 23 × 23

معلوم أن عدد الأعوام التي تنزل خلالها هذا الكتاب الذي تتحدث عنه الجن 23 عامًا!

إذا أحصيت الكلمات من بعد كلمة (كِتَابًا) في الآية نفسها حتى نهاية السورة تجدها 114 كلمة!

بعدد سور القرآن، وهو الكتاب الذي تعنيه الجن!

وإذا أحصيت عدد حروف الخبر الذي تناقلته الجن في هذه الآية نفسها تجده 63 حرفًا!

بعدد أعوام عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم-!

العدد 23 ينقلنا إلى أوّل آية في المصحف رقمها 23 لنرى عظمة القرآن في ترتيب حروفه وآياته..

فإلى هناك..

الإعجاز العددي

 

تطابق تام!

تناسق عجيب وتطابق تام في عدد الحروف وعدد الكلمات ما بين أوّل ما نزل من القرآن الكريم، وآية الأحقاف، وأوّل آية في المصحف تتم فيها الإشارة إلى تنزيل الكتاب، وهو القرآن الكريم، وهي في الوقت نفسه أوّل آية رقمها 23 بعدد الأعوام التي تنزّل خلالها الكتاب. والآن ما رأي الذين يتوهّمون أن نظم القرآن مُعجز عن طريق الرسم العثماني للمصحف فقط؟! إن هذه اللوحة واللوحة السابقة لها أيضًا لا تنضبطان أبدًا بهذا الشكل إلا من خلال قواعد الإملاء الحديثة! وكون النظم القرآني مُعجز بحسب قواعد الإملاء الحديثة أبلغ حُجّة وأثبت برهانًا من كونه مُعجزًا بحسب الرسم العثماني للمصحف، لأن قواعد الإملاء الحديثة جاءت متأخرة بعد عقود عديدة من انقضاء الوحي، وهذه القواعد هي أفضل وأحدث ما توصّل إليه علماء اللّغة في رسم الكلمة العربية!

 

مزيد من التأكيد..

عدد كلمات سورة الجن بحسب قواعد الإملاء الحديثة 286 كلمة لا تزيد ولا تنقص.

السورة التي عدد آيتها 286 آية هي سورة البقرة.. فتأمّل إذًا هذه الآية من سورة البقرة..

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) البقرة

وكما هو واضح أمامك فإن الآية رقمها 228، وهذا العدد = 114 × 2

114 هو عدد سور القرآن الكريم.

2 هو ترتيب سورة البقرة حيث ورت الآية.

عدد حروف هذه الآية 177 حرفًا، وهذا العدد = 114 + 63

63 هو عدد أعوام عمر النبي صلى الله عليه وسلّم.

ولكن ما علاقة سورة الجن بهذه الآية..

إليك الإجابة..

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 27 مرّة.

حرف اللّام تكرّر في هذه الآية 27 مرّة.

حرف الجيم تكرّر في هذه الآية مرّتين اثنتين.

حرف النون تكرّر في هذه الآية 16 مرّة.

هذه هي أحرف لفظ (الجن) تكرّرت في الآية 72 مرّة.

72 هو بالفعل ترتيب سورة الجن في المصحف!

 

مزيد من التأكيد..

تأمّل هذه الآية من سورة البقرة أيضًا..

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة

نعم.. إنها آية الكرسي أعظم آيات القرآن!

فتأمّل أحرف (الجن) في هذه الآية..

حرف الألف تكرّر في آية الكرسي 39 مرّة.

حرف اللّام تكرّر في آية الكرسي 25 مرّة.

حرف الجيم لم يرد مطلقًا في آية الكرسي.

حرف النون تكرّر في آية الكرسي 8 مرّات.

هذه هي أحرف لفظ (الجن) تكرّرت آية الكرسي 72 مرّة.

72 هو بالفعل ترتيب سورة الجن في المصحف!

 

مزيد من التأكيد..

تذكّر أن السورة التي نقلت إلينا حديث الجن هي سورة الأحقاف..

الآن تأمّل معي هذه الآيات الثلاث من سورة الأحقاف نفسها..

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) الأحقاف

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) الأحقاف

وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) الأحقاف

أحرف لفظ (الجن) تكرّرت في الآية الأولى 24 مرّة.

أحرف لفظ (الجن) تكرّرت في الآية الثانية 24 مرّة.

أحرف لفظ (الجن) تكرّرت في الآية الثالثة 24 مرّة.

مع العلم أن أحرف لفظ (الجن) لم تتكرّر 24 مرّة في أي آية أخرى من آيات سورة الأحقاف!

وما العجيب في ذلك؟

العجيب أن مجموع أرقام الآيات الثلاث = 24

والعجيب أن مجموع كلمات الآيات الثلاث 48 كلمة، ويساوي 24 + 24

والأعجب من ذلك كله أن أحرف لفظ (الجن) تكرّرت في الآية الثلاث 72 مرّة!

72 هو بالفعل ترتيب سورة الجن في المصحف!

 

بداية الأحقاف

حم (1) تَنْزِيْلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ (2) الأحقاف

الآن ما هي الكلمات المشتركة بينها وبين كلام الجن في الآية رقم 30 من السورة نفسها:

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوْسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ (30) الأحقاف

الآية رقم 2 عدد حروفها 29 حرفًا، وإذا بدأت العدّ من الآية رقم 2، فإن الآية رقم 30 سوف يكون ترتيبها رقم 29، وعدد حروف هذه الآية 78 حرفًا. ومعلوم أن مجموع الحروف المقطَّعة في القرآن الكريم 78 حرفًا، وعدد السور التي تبدأ بهذه الحروف 29 سورة! وسورة الأحقاف هي إحدى هذه السور.

انتبه في الآية رقم 2 إلى (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ)، وفي الآية رقم 30 إلى و(كِتَابًا أُنْزِلَ)!

في الآية رقم 2 تقدّم التنزيل وتأخّر الكتاب وفي الآية رقم 30 تقدّم الكتاب وتأخّر التنزيل!

هذا التقديم والتأخير يقتضيه تمام المعنى المراد، وفي الوقت نفسه يتطلّبه كمال البناء الإحصائي للقرآن!

كيف؟

إذا قمت بحساب عدد الكلمات بين (تَنْزِيلُ) في الآية رقم 2، و(أُنزِلَ) في الآية رقم 30 تجدها 529 كلمة!

إذا قمت بحساب عدد الكلمات من (الْكِتَابِ) في الآية رقم 2، و(كِتَابًا) في الآية رقم 30 تجدها 529 كلمة!

وفي جميع الحالات فإن العدد 529 = 23 × 23 وهو ما يماثل تمامًا عدد أعوام نزول القرآن!

وموضوع الآيتين هو تنزيل الكتاب، أي القرآن، الذي تم في 23 عامًا!

 

مزيد من التأكيد..

سورة الأحقاف ترتيبها في المصحف رقم 46 وهذا العدد = 23 + 23

ترتيب السور من بداية المصحف حتى سورة الأحقاف 1081

وهذا العدد = 23 × 23 + 23 × 23 + 23

ترتيب السور من بعد سورة الأحقاف حتى نهاية المصحف 5474، وهذا العدد = 23 × 238

الأعجب من ذلك كلّه لم أعرضه عليك بعد!

دعني استدعِ الخبر الذي تناقلته الجن مرّة أخرى:

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوْسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ (30) الأحقاف

الآن سوف نقوم بإحصاء كلمات القرآن كلمة كلمة من بداية المصحف حتى نتوقَّف عند عتبة هذا الخبر!

ماذا تتوقع؟

هذا الخبر جاء مباشرة بعد 65550 كلمة من بداية المصحف، وهذا العدد = 6555 × 10

العجيب أن العدد 6555 هو مجموع تراتيب سور القرآن (1 + 2 + 3 + .. + 114)!

 

تأمّل..

الآية الأولى من سورة الجن:

قُلْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) الجن

ترتيب السورة 72 + عدد آياتها 28 + عدد كلمات الآية + رقم الآية = 114 وهذا هو عدد سور القرآن!

 

تأمّل آية الأحقاف مرّة أخرى..

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيْمٍ (30) الأحقاف

عدد حروف هذه الآية 78 حرفًا، وهذا العدد = 13 × 6

من بداية السورة حتى هذه الآية، ورد اسم اللَّه 13 مرّة!

من بداية المصحف حتى هذه الآية، ورد اسم اللَّه 2314 مرّة، وهذا العدد = 13 × 178

من هذه الآية حتى نهاية المصحف ورد اسم اللَّه 390 مرّة، وهذا العدد = 13 × 30

30 هو رقم الآية نفسها!

 

لوحة مميزة

قبل أن نسدل الستار على هذا المشهد نتأمّل معًا هذه اللَّوحة من سورة الأحقاف:

الإعجاز العددي

عليك أن تنتبه إلى أن 23 هو عدد أعوام نزول الكتاب الذي تبشّر به الجن!

يقولون إن أعقل الجن لا يتجاوز تفكيره تفكير صبي من الإنس بسن 10 سنوات!

ورغم ذلك فشتان ما بين نفر من الجن وآخر من البشر!! إن أخذ نفر الجنِّ ينصتون إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- ويؤمنون برسالته، وإن كانت باقة من الأرقام المجرّدة تخاطب عقولنا بإعجاز مدهش تشتمل عليه آيات القرآن التي تقصُّ علينا خبر الجن، فما بال نفر من بني البشر يكذِّبون الصادق الأمين ويكفرون برسالته؟!

----------------------------------------------------------------------------------

المصادر:

أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 

ثانيًا: المصادر الأخرى:

ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (2012)، تفسير القرآن العظيم؛ بيروت: دار الكتب العلمية.

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (2014)؛ لباب النقول في أسباب النزول؛ بيروت: دار الكتاب العربي.

القرطبي، أبو عبد اللَّه مُحمَّد (1988)؛ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)؛ بيروت: دار الكتب العلمية.

 

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.