عدد الزيارات: 8.2K

تأشيرة الدخول


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 20/03/2019 هـ 03-07-1438

من يظن أنه مرّ بأعجب الأحداث ندعوه إلى الانقلاب على ما كان يظن!!

تدبير الله لاستدراج أحبابه إليه هو العجب العجاب!!

خيال أعظم المؤلفين لا يصل إلى حبكة بعض قصص المهتدين الجدد!!

إلا أنه مع الله لا عجب..

العجب يأتينا من عدم التوقع أو التصديق لضعف القدرة أو مخالفة المنطق..

الله.. هو خالق كل شيء.. لذا فهو قادر على كل شيء..

العجب يأتي من ضعف قدرتنا على استيعاب عظمة التدبير والإحكام من الله..

خاصة عظمة المحبة.. محبة الله لعباده ولطفه بهم..

وهل هناك دليل على المحبة أعظم من الإخراج من الضلال إلى الهدى؟!!..

إليكم قصة من أعجب قصص محبة الله وتدبيره لهداية من يحب..

بطلة قصتنا صحفية بريطانية لامعة عملت في أكثر صحف العالم شهرة، حاولت في استماتة العثور على تأشيرة تدخل عبرها أفغانستان لتجمع معلومات عن الجماعات الإسلامية.. عندما لم توفق في الحصول على تأشيرة دخول برغم محاولاتها المضنية، تنكرت في شخصية امرأة أفغانية خرساء فارتدت الشادوف الأفغاني النسائي المشهور، كما انتعلت حذاءً بلاستيكيًّا قاسيًا أدمى قدميها ثم ركبت الحمار وهي البريطانية المنعمة التي لم يسبق لها أن رأت حمارًا في حياتها.. اخترقت الحدود في جنح ليل حالك ونجحت في مهمتها، لكن اكتشف أمرها في رحلة عودتها إلى باكستان حينما سقطت فجأة من على ظهر الحمار، فأنستها الحادثة نفسها فصرخت باللغة الإنجليزية، وسقطت الكاميرا التي كانت تخفيها داخل ثيابها على الأرض أمام أعين جنود طالبان فوقعت في قبضتهم باعتبارها جاسوسة، خاصة وقد اكتملت ترتيبات الهجوم الأمريكي البريطاني على أفغانستان.. كان أمامها خياران فقط: الإعدام أو السجن في أحسن الظروف.. ولكن الله عزّ وجلّ بلطفه قدّر لها خيارًا ثالثًا لم يكن مطروحًا ولا حتى في عالم الخيال، اختارته بنفسها عن قناعة تامة!! إنها الصحفية البريطانية إيفون ريدلي بطلة هذه القصة.

ولدت (إيفون ريدلي) في 23 إبريل 1958.. إلى جانب تميزها الأكاديمي في مختلف مراحلها الدراسية تميزت ريدلي بخاصيتين اثنتين: أسلوبها القوي في الكتابة وجراءتها التي تدفعها إلى التضحية حتى بروحها مقابل تجويدها لعملها وتحقيقها للسبق الصحفي.. عملت إيفون في أكبر الصحف البريطانية (الإندبندنت) و(الأوبزرفر) و(صنداي تايمز) و(ديلي إكسبريس).. أرسلتها هذه الأخيرة -التي كانت تعمل بها رئيسة لقسم الأخبار الخارجية- إلى أفغانستان بغرض رصد الحركات الإسلامية الموجودة هناك بصفة عامة، وجماعة طالبان الحاكمة على وجه أخص.

بعد ثلاث محاولات فاشلة للحصول على تأشيرة دخول من السفارة الأفغانية في باكستان، تسللت ريدلي في جنح الليل مخترقة الحدود الباكستانية-الأفغانية وهي تركب على ظهر حمار هزيل تارة، أو داخل سيارة متهالكة أعطالها أكثر من حركتها تارة أخرى.. من يراها ترتدي الشادوف الأفغاني النسائي المشهور، وتنتعل حذاءً من البلاستيك القاسي الذي يدمي القدمين لا يمكنه أن يتخيل لحظة أنه أمام صحفية بريطانية شغلت القرّاء في العالم بكتاباتها الجريئة القوية.

بعد مغامرة باهرة نجحت ريدلي في عبور الحدود، بل وصلت إلى كابول عاصمة أفغانستان وأنهت مهمتها بنجاح، ثم بدأت تجهيزاتها للعودة إلى باكستان لتغادر منها إلى مسقط رأسها بريطانيا.. لسوء حظ ريدلي اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت الحرج، قرارًا ظالمًا بشن حرب شعواء على أفغانستان بعد أن رفضت طالبان تسليم زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن.. دفع القرار الأمريكي حكومة طالبان إلى تشديد إجراءاتها الأمنية والتي من بينها إغلاق الحدود الأفغانية الباكستانية. 

في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 2001 قررت إيفون الهروب إلى باكستان عبر طرق جانبية وعرة غير مطروقة.. انتحلت ريدلي شخصية امرأة أفغانية خرساء اسمها "شميم" تود السفر مع زوجها إلى قرية في ضواحي "جلال آباد" لكي تزور أمه المريضة.. لكن!! على مقربة من الحدود الباكستانية وقع ما لم يكن في الحسبان!! سقطت ريدلي فجأة من على ظهر الحمار، فأنستها الحادثة الطارئة تقمّصها لشخصية المرأة الأفغانية الخرساء حيث صرخت باللغة الإنجليزية دون وعي منها!! ليس هذا فحسب، بل سقطت الكاميرا التي كانت تخفيها داخل ثيابها على الأرض أمام جنود طالبان الذين سمعوها تصرخ بالإنجليزية فنظروا في اتجاهها وقد عقدت الدهشة ألسنتهم ثم تجمدت ذات الألسنة لمرأى الكاميرا!! تحول الأمر إلى كابوس مرعب!

تقول إيفون ريدلي إنها لن تنسى النظرة التي رأت ضراوتها في وجه ذلك الرجل من طالبان الذي فغر فاه في ذهول وهو ينظر إلى الكاميرا وقد احتوته الدهشة حتى النخاع.. ثوانٍ من الصمت الرهيب مرت على ريدلي في بطءٍ قاتل وكأنها سنوات لا تحصى ولا تعد.. فجأة قطع وتر الصمت انفجار للرجل وهو يصرخ في غضب ثم يسحبها في قسوة ويحطم الكاميرا تحت مرأى حشد من الجنود الغاضبين الذين أخذوا يصرخون في وقت واحد: "جاسوسة أمريكية!.. جاسوسة أمريكية"!.

اقتيدت ريدلي إلى السجن وتم التحقيق معها خلال فترة الاحتجاز على أنها جاسوسة أمريكية، وهي تهمة عقوبتها الإعدام إن ثبتت، وإن لم تثبت فكان السجن في انتظارها لدخولها أفغانستان بطريقة غير مشروعة.. في البدء مرت بذهنها الروايات التي كانت تسوقها وسائل الإعلام الغربية عن فظائع حكومة طالبان المتعطشة للدماء، والتي تفوق أكبر الأنظمة وحشية وهمجية في تاريخ البشر، عندها أيقنت أنَّها ستتعرض لاغتصاب جماعي من جنود طالبان يليه تعذيب فظيع ثم نهش وحشي للحمها، أو في أحسن الأحوال رجمها بالحجارة بعد أن يذيقوها أشد صنوف العذاب.. لكنها تفاجأت حينما رأت منهم معاملة إنسانية واحترامًا كريمًا لها كإنسان، فقد قدموا لها كل ما يحتاجه المعتقل من طعام وكساء وغيره من الخدمات.

اندهشت ريدلي حينما لم تتعرض للتعذيب من قبل طالبان كما توقعت، بل حتى لم يقم أي رجل بتفتيشها إذ أرسلوا لها امرأة أفغانية لتتأكد ما إذا كانت تحمل سلاحًا، بعد ذلك تم نقلها إلى مكان مجهول.. في البدء كانت متوجسة خائفة من المكان الذي كانت في طريقها إليه إلا أنها تفاجأت حينما وجدته مكانًا مكيفًا به دورة مياه نظيفة.. اندهشت ريدلي مرة أخرى حينما وجدت معاملة طيبة من قبل الحارس والمترجم والمحقق فقد كانوا في غاية الرقي والرأفة.. ومن الأمور التي تعجبت منها ولم تجد لها تفسيرًا آنذاك ملاحظتها أن المحققين الأفغان كانوا يتحاشون النظر إلى وجهها، وكانوا ينظرون إلى الأرض أو السقف عندما كانوا يوجهون لها الأسئلة عبر مترجم لم يكمل العشرين من عمره.. وفيما بعد عرفت سر ذلك التصرف إذ علمت أن الإسلام يحرم على الرجل النظر إلى المرأة الأجنبية.

قضت ريدلي 10 أيام بين أناس وصفتهم وسائل الإعلام الغربية بالوحشية والقسوة والظلم، ولكنها وجدتهم على العكس من ذلك تمامًا، بل إن حبهم وإخلاصهم لبعضهم بعضًا أثر فيها كثيرًا وهنا قالت ريدلي: "لقد كانوا في غاية الاحترام والإنسانية، ولو قارنت أسري بما يحدث في سجون أبو غريب في العراق أو معسكر غوانتنامو في كوبا، لتيقنت أن أيامي في الأسر بين يدي طالبان كانت نزهة.. وباعتباري من الناشطين في مجال العمل ضد الحروب، أود أن أعترف على الملأ بأنني لم أتعرض خلال فترة اعتقالي لأي نوع من الإهانة أو الاضطهاد والتعذيب، كما أنني لم أتعرض لأي شكل من أشكال الاعتداء الجنسي كالاغتصاب أو غيره. وأعترف للعالم أجمع بأنني أشكر الله بأن عملية أسري كانت على يد طالبان ولم تكن على يد أمريكا!".

وذكرت ريدلي أنها كلما ازدادت رفضًا لتصرفاتهم كانوا يزدادون لطفًا معها.. بل لم ترَ رجلًا واحدًا منهم نظر إليها أو تحرَّش بها.. وكانوا يقولون لها: "أنتِ أختنا وضيفتنا، ونريدُ أن تكوني سعيدة".

في اليوم السادس من اعتقالها في مدينة جلال آباد، وبعد أن تأكدت طالبان من أن أسيرتهم صحفية بريطانية وليست جاسوسة وعدوها بإطلاق سراحها.. سألها أحد شيوخ طالبان إن كان لديها رغبة باعتناق الإسلام، فأجابته بأنها لا تستطيع أن تتخذ قرارًا بأمر يرتبط بتغيير أساسي في حياتها وهي من وراء قضبان السجن، وعرضت عليه صفقة بديلة مفادها أنها ستقوم بقراءة القرآن ودراسة الإسلام إذا ما تم إطلاق سراحها.. قالت ذلك ولم تكن تأمل ألبتة في نجاح صفقتها.. وهي تتحدث عن ذلك الرجل قائلة: "إن النور الذي كان يشع من وجه ذلك الرجل كان الشرارة الأولى التي جعلتني اهتم بالإسلام، الذي حدثني عنه ببساطة".

أخيرًا أُطلق سراح ريدلي بعد مرور عشرة أيام على اعتقالها وتم ذلك بتدخل مباشر من الملا عمر القائد الأعلى والزعيم الروحي لطالبان.. وما أذهلها أن إطلاق صراحها أتى في صبيحة اليوم الذي أعقب بدء انطلاق الهجوم الأمريكي البريطاني على أفغانستان بالصواريخ والقنابل، ذلك الهجوم الوحشي الظالم الذي مات جرّاءه الكثير من الأبرياء.

عقب عودتها إلى العاصمة البريطانية لندن سالمة من دون أذى أيقنت تمامًا بأن طالبان كانت على كلمتها ووعدها بإطلاق سراحها بالرغم من كل المتغيرات التي حدثت في الساحة الدولية، خاصة عندما بدأت الحرب ضد طالبان، فشعرت بأنه يجب عليها أن تكون عند عهدها معهم فبدأت بقراءة القرآن الكريم من النسخة المترجمة التي أهداها لها ذلك الشيخ الأفغاني الذي وصفت وجهه بالوضاءة.. ظلت ريدلي تقرأ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والكتب الإسلامية لمدة ثلاثين شهرًا متواصلة فشعرت خلالها بأنها تعيش رحلة نورانية ترتقي بها إلى قمم سامية من الصفاء الروحي والتصالح مع الذات.

وخلال قراءتها المتواصلة كانت ريدلي تركز على آيات القرآن الكريم التي تتناول أوضاع المرأة في الإسلام وذلك لتعرف حقيقة المزاعم التي تقول إن الإسلام ينتهك حقوق المرأة ويقودها إلى الوراء.. لكنها انبهرت بشدة حينما وجدت أن كتاب الله سبحانه وتعالى يحتوي مضامين واضحة تتعارض تمامًا مع ما سمعته عن وضع المرأة في الإسلام، إذ وجدت أن القرآن حفظ للمرأة نفس الحقوق التي كفلها للرجل مثل حقها في التعليم وحقها كمرأة متزوجة، ونصيبها في الميراث وإلى غير ذلك من الحقوق الأخرى.. كما عرفت من السيرة النبوية أن أول من اعتنق الإسلام امرأة وهي السيدة خديجة زوجة الرسول –صلى الله عليه وسلّم-، كما عرفت أن امرأة هي أول من نال الشهادة في الإسلام ألا وهي سمية (أم عمار)، فضلًا عن ذلك عرفت أن الله سبحانه وتعالى جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، كما اطلعت على حديث الرسول –صلى الله عليه وسلّم- عندما جاءه رجل يسأل: من أحق الناس بحسن صحبته، فذكر الأم ثلاث مرات ثم جاء الأب أخيرًا.. بل عندما التقت بعدد من النساء المسلمات انبهرت بمستواهن التعليمي والثقافي.

ولم يمض وقت طويل على ريدلي حتى اعتنقت الإسلام عن قناعة تامّة.. وهي تتذكر جيِّدًا الساعة التي نطقت فيها بالشهادتين وهي الواحدة والنصف من صباح الثلاثين من يونيو عام 2003 أمام الشيخ أبوبكر صاحب المكتبة في برمنجهام.

ذهبت ريدلي عقب إسلامها إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وهي ترتدي نفس الملابس التي كانت ترتديها عندما كانت بالمعتقل في كابول فهي كما تقول إن تلك الملابس تمثل رمزًا خاصًا تدرك أبعاده جيدًا.. تقول ريدلي إن رحلتها لأداء فريضة الحج تعتبر أكثر تجربة عاطفية مؤثرة عاشتها في حياتها وهي تصف مشهد المسلمين وهم يتدافعون نحو الكعبة قائلة:

 "كنت في طريقي إلى الكعبة، وقتها لم أتمكن من دخول الحرم لشدة الزحام من الكتل البشرية التي كانت تزحف وتتدافع من أجل الدخول، كانت حالة من الاضطراب البشري، وفجأة انطلق صوت الأذان مناديًا للصلاة. وخلال ثوانٍ معدودة اصطفت هذه الكتل البشرية المتزاحمة في صفوف معتدلة واحدًا وراء الآخر في سكون تام.. لا أعتقد أن أكبر جيش في العالم يمكنه أن يفعل ذلك بالانتظام الذي رأيته، وبدأت أصرخ داخل نفسي لا يوجد جيش أكثر طاعة وأقوى نظامًا من جيوش الله سبحانه وتعالى.

ولكن للأسف لقد فشلنا في أن نعكس صورة هذا الاتحاد خارج أماكن عباداتنا وعجزنا عن إظهار نفس القوة لأننا لو كنا متحدين بنفس القوة في العالم ما استطاع أحد أن يتجرأ على غزو بلادنا وأراضينا أو أن يتجاوز حدودنا، ولأصبحت شعوبنا أكثر احترامًا وتقديرًا.. يا للأسف نفتقد هذه القوة خارج مساجدنا وأماكن عباداتنا".

ومن المواقف المدهشة التي تذكرها ريدلي أنها أول صحفية تجري لقاءً صحفيًّا مع المغني كات ستيفن الذي أشاح بوجهه عن عالم الشهرة والمال واعتنق الإسلام، وأصبح الداعية المعروف "يوسف إسلام".. كانت ريدلي متحمسة للقائه لأنها كانت من المعجبين بغنائه قبل أن يعتزل عالم الغناء! من الأشياء التي تذكرها جيدًا أنها تقدمت إليه لتصافحه فاعتذر لها بحجة أن الإسلام يمنع مصافحة المرأة الأجنبية، وتذكر أن الموقف ذاته حدث لها مع شيخ الأزهر عندما زارت القاهرة عام 2006 ولكن بصورة معكوسة، إذ كانت هي الطرف الذي امتنع عن المصافحة! وهنا تقول ريدلي إن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وصفها بالمتطرفة: "وصفني شيخ الأزهر بأنني متطرفة لأنه عندما مد يده إليّ لمصافحتي ثلاث مرّات، رفضت المصافحة، التزامًا بالحكم الشرعي، فقال لمن حوله إنني متطرفة، مشيرًا إلى أن من يعتنقون الإسلام من الغربيين يسمعون فقط للصوت الأصولي"! وهنا تنتقد شيخ الأزهر بقولها: "أنا مسلمة فقط، لا أتبع شيخًا بعينه، ولا طائفة بعينها، أنا بكل بساطة أتبع الرسول الكريم وأهل السنة والجماعة.. فهل هذا يكفي لاتهامي بأني متطرفة؟!".

بعد إعلانها لإسلامها عانت إيفون ريدلي كثيرًا من وسائل الإعلام الغربية، إذ انقلبت عليها ناسية حق الزمالة وشنت عليها هجومًا عنيفًا بل وصفوها بأنها مصابة بمرضٍ نفسي يصيب الإنسان بعد اختطافه حيث يصبح فيه الشخص متعلقًا أو متعاطفًا مع مَن خطفوه، وهو أمر نفته إيفون ريدلي بشدة وأكدت أنها لم تتعلق نفسيًّا بأحدٍ من طالبان ممن اعتقلوها وأن إسلامها أتى عن قناعة تامة.

ولم تقتصر معاناة ريدلي على الحملات المسعورة التي شنتها ضدها وسائل الإعلام، إذ تلقت تهديداتٍ بالقتل، بل تمَّ الاعتداء عليها بالضرب من قِبل السلطات البريطانية لا لشخصها ولكن لاعتناقها الإسلام، إذ كانت قبل إسلامها تحظى بمكانة شديدة التميز لدى الحكومة البريطانية.

لم تزد الحملات الشرسة والتهديدات المسعورة إيفون ريدلي إلا صمودًا على موقفها الثابت، بل أخذت تتعمق في فهم ودراسة الإسلام، وبعد أن تشبعت بالعلوم الإسلامية سخّرت قلمها لتدافع عن قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان خاصة قضية الحجاب.. كما قدمت العديد من المحاضرات في الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا والشرق الأوسط حول القضايا المتعلقة بالعراق وإسرائيل وأفغانستان والشيشان وكشمير وأوزبكستان والمرأة في الإسلام والحرب على الإرهاب.. وهي تعتبر واحدة من رعاة جماعة الضغط البريطانية التي تعرف بـ "سجناء الأقفاص"، كما أنها تعمل رئيسة للفرع الأوروبي لاتحاد المرأة المسلمة، ونائب رئيس رابطة مسلمي أوروبا، كما أنها عضو في تحالف "أوقفوا الحرب" ومتحدثة في المسيرات التي ينظمها، إضافة إلى أنها عضو بحزب الاحترام، وقد ترشحت عنه في الانتخابات البرلمانية.. وقد صدر لها كتابان هما (بين يدي طالبان) و(تذكرة للجنة).

ونحن نختتم هذه القصة لا نملك إلا أن نقول سبحان الله!!

تقدمت ريدلي بطلب للسفارة الأفغانية في إسلام آباد تريد تأشيرة دخول إلى أفغانستان ففشلت في الحصول عليها برغم محاولاتها الثلاث الأمر الذي جعلها تتسلل إلى الأراضي الأفغانية، متنكرة في زي سيدة أفغانية تستر وجهها بالبرقع!

تم القبض عليها من قبل قوات طالبان لتحصل على تأشيرة دخول إلى الإسلام وليس أفغانستان، فتحولت من صحفية بريطانية تكره الإسلام إلى داعية وإعلامية مسلمة تعمل حاليًّا محررة صحفية بالقناة الفضائية الإسلامية التي تتخذ من لندن مقرًا لها وتبث برامجها في مختلف أنحاء أوروبا!

وهبها الله موهبة صحفية إعلامية مميزة.. فسخّرتها لخدمة الإسلام..

بموهبتها وخبرتها توفر لغير المسلمين تأشيرات الدخول.. إلى الإسلام..

من فشلت في الحصول على التأشيرة تساعد غيرها الآن في الحصول عليها..

إنها نعمة الله وقدرته التي لا تحدها حدود.. ولا عجب!!

فهل تريد أنت أيضًا تأشيرة الدخول؟!

إذًا.. اسأل الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

------------------------------

المصادر:

الموقع الشخصي للصحفية إيفون ريدلي: http://www.yvonneridley.org

الموسوعة الحرة (إيفون ريدلي): https://ar.wikipedia.org/wiki

مادة صوتية بعنوان: "أسباب تسلل الصحفية البريطانية إيفون ريدلي لأفغانستان"؛ قناة الجزيرة الفضائية: برنامج لقاء اليوم، 21 نوفمبر 2001م.

مجلة رابطة العالم الإسلامي (3 فبراير 2016)؛ الصحفية البريطانية إيفون ريدلي تروي قصة اعتناقها الإسلام.

مقال بعنوان: "إيفون ريدلي"، استرجع بتاريخ 10 أغسطس 2017، من موقع قصة الإسلام: https://islamstory.com

 

Yvonne Ridley (2001); In the Hands of the Taliban; Robson Books.

A Muslim in the FamilyBBC News. 1 May 2004

 

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.