عدد الزيارات: 10.0K

عجائب المدثّر


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 02/04/2016 هـ 02-02-1437

إن ترتيب سور القرآن الكريم مسألة توقيفيّة أُخذت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-.

وكما كان ضبط السور بعدد آياتها توقيفيًّا، كذلك كان وضعها في مواضعها توقيفيًّا.

وكما كان حفظ الله عزّ وجلّ لهذا القرآن في لفظه ومعناه، كذلك كان حفظه في نظمه وترتيبه.

وبذلك، فإن انتظام سور القرآن الكريم كانتظام آياته وكلماته وحروفه، ومَن أخَّر سورة مقدَّمة، أو قدّم أُخرى مؤخَّرة، فقد أفسد نظم السور والآيات وغيَّر تناسق الحروف والكلمات، وطمس وجهًا من وجوه الإعجاز القرآني. وإن كل سورة من سور القرآن الكريم لها خصائصها التي تتفرَّد بها، وكما أن كل سورة تختلف في مضمونها وموضوعها، فإنها تختلف كذلك في نظمها وبنائها الإحصائي، فمواقع الآيات والكلمات والحروف والنقط وعلامات التشكيل في كل سورة، تشكّل منظومة إحصائية خاصة بها، كما يتّصل النظام الإحصائي لكل سورة من السور في كليّاته وجزئيّاته مع الأنظمة الفرعية للسور الأخرى وعلى جميع المستويات، وبحسب المعنى والمضمون، وبدرجة عالية جدًّا من التشابك يستحيل الإحاطة بكل أبعادها.

سوف نقف في هذا المشهد على ملامح من نظم حروف سورة المدثّر وكلماتها.

 

فتأمّل هاتين الآيتين من سورة المُدَّثِّر:

عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) المُدَّثِّر

الآية الأولى تشير إلى العدد (تِسْعَةَ عَشَرَ)، وتتكوّن من 3 كلمات.

والآية التالية تأتي شرحًا لها وتتكوّن من 57 كلمة، وهذا العدد = 3 × 19

 

الآية الثانية رقمها 31، وتنقسم إلى شقين رئيسين:

الأول يبدأ ببداية الآية وينتهي عند قوله تعالى: (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) وعندها ينتهي الحديث عن حكمة تخصيص العدد (تِسْعَةَ عَشَرَ) ليكون عدّة أصحاب النار من الملائكة، أي خزنتها.

وهذا الشق من الآية عدد كلماته 38 كلمة، أي 19 + 19

أما الثاني، فهو تعقيب على الشق الأوّل، ويبدأ بقوله تعالى: (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء..) حتى نهاية الآية.

وهذا الشق من الآية عدد كلماته 19 كلمة!

قوله تعالى في الآية نفسها: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) عدد حروفه 19 حرفًا!

 

الآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف (تِسْعَةَ عَشَرَ) في الآية رقم 31 من سورة المدثّر:

الحرف

ت

س

ع

ة

ع

ش

ر

المجموع

ترتيبه الهجائي

3

12

18

-

18

13

10

74

تكراره في الآية

8

1

4

2

4

3

9

31

 
تأمّل الأحرف في الصف الأول تجدها سبعة أحرف يتوسطها شكل من خارج الحروف الهجائية.

هذه الأحرف السبعة هي أحرف (تِسْعَةَ عَشَرَ).

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف = 74، وهذا هو ترتيب سورة المُدَّثِّر في المصحف!

مجموع تكرار هذه الأحرف في الآية = 31، وهذا هو رقم الآية نفسها!

 

ليس هذا فحسب، بل هناك ما هو أعجب من ذلك!

هذه الآية تبدأ بحرف الواو وتنتهي بحرف الراء وهذه حقيقة واضحة تلاحظها من الوهلة الأولى، ولكنك إذا تفحَّصت تكرار هذين الحرفين ضمن الآية نفسها تجد أن حرف الواو تكرّر 22 مرّة وحرف الراء تكرّر 9 مرّات ومجموعهما = 31، وهو رقم الآية نفسها!

الآية 31 تنتهي بحرف الراء والآيات التي انتهت بحرف الراء في سورة المُدَّثِّر عددها 31 آية!

 

تأمّل الآية مرّة أخرى:

وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) المُدَّثِّر

إذا أحصيت كلمات سورة المُدَّثِّر من بدايتها، فسوف تجد أن الكلمة التي ترتيبها رقم 105 هي كلمة "عدتهم"، أي عدّة أصحاب النار وهم تسعة عشر، والعدد 105 = 31 + 74 (رقم الآية + رقم ترتيب السورة)!

 

توجد كلمتان فقط تبدآن بحرف الراء، الكلمة الأولى هي كلمة "ربك" في الآية 31، والكلمة الثانية هي كلمة "رهينة" في الآية 38، وإذا بدأت عدّ الكلمات المحصورة بين هاتين الكلمتين تجدها 31 كلمة!

بل إذا تأمّلت مجموع كلمات الآيتين 31 و38 تجدها 62 كلمة، وهذا العدد = 31 + 31

 

أحرف مُدَّثِّر

حرف الميم تكرّر في سورة المُدَّثِّر 71 مرّة.

حرف الدال تكرّر في سورة المُدَّثِّر 26 مرّة.

حرف الثاء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 10 مرّات.

حرف الراء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 68 مرّة.

هذه الأحرف الأربعة هي أحرف كلمة "مُدَّثِّر"، وتكرّرت في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!

 

أحرف "تسعة عشر"

حرف التاء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 36 مرّة.

وحرف السين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة.

وحرف العين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة.

والشكل (ة) تكرّر في سورة المُدَّثِّر 13 مرّة.

وحرف الشين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 14 مرّة.

وحرف الراء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 68 مرّة.

وهذه الأحرف الستة هي أحرف " تِسْعَةَ عَشَرَ"، وتكرّرت في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!

 

إلى ماذا يشير العدد 175؟!

سوف أنتقل بك إلى الكلمة التي ترتيبها رقم 175 من بداية سورة المُدَّثِّر..

إنها كلمة "نَفْس" في هذه الآية:

كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38)

ما العجيب في هذه الكلمة؟! تأمّل أحرف هذه الكلمة:

حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 78 مرّة.

وحرف الفاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 20، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 33 مرّة.

وحرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة.

هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف كلمة "نَفْس"..

مجموع ترتيبها الهجائي 57، وهذا العدد = 19 × 3

مجموع تكرارها في سورة المُدَّثِّر هو 133، وهذا العدد = 19 × 7

ولا تنسَ أن كلمة "نَفْس" وردت في الآية رقم 38، وهذا العدد = 19 × 2

ولا تنسَ أيضًا أن هذه الآية نفسها ترتيبها رقم 19 من نهاية سورة المُدَّثِّر!

 

كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ

هناك أمر عجيب أودّ أن ألفت نظرك إليه، فتأمّل الآية مرة أخرى:

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38) المُدَّثِّر

هذه الآية واحدة من 4 آيات في القرآن الكريم تبدأ بكلمتي "كلُّ نَفْسٍ".

فتأمّل الآيات الأربع:

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوْكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (35) الأنبياء

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (57) العنكبوت

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة (38) المُدَّثِّر

مع أن الآيات الأربع بدأت بكلمتي "كلُّ نَفْسٍ"، فإن آية المُدَّثِّر اختلفت عن الآيات الأخرى!

باستثناء آية المدثر، فإن جميع الآيات بدأت بالكلمات نفسها: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ!

لماذا اشتركت آية المدثر مع هذه الآيات في أوّل كلمتين فقط؟!

ولماذا تجنَّبت آية المُدَّثِّر الإشارة إلى لفظ "الموت"؟!

مجموع أرقام هذه الآيات الأربع 315، وهذا العدد يساوي 63 × 5

63 هو عدد أعوام عمر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-!

5 هو عدد أركان الإسلام كما أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- ورد اسمه في القرآن الكريم 5 مرّات!

وهذا يفسّر لماذا بدأت ثلاث من الآيات الأربع بالإشارة إلى الأجل المحتوم لكل النفوس!

وهذا يفسِّر أيضًا لماذا لم تشر آية المدثِّر إلى لفظ "الموت"، لأن المدثِّر هو النبي -صلى الله عليه وسلّم-!

والمدثِّر أصله المتدثر أدغمت التاء في الدال، أي المتلفف أو المتغطي بثيابه عند نزول الوحي عليه.

عد إلى آية المدثِّر وتأمّلها جيّدًا:

كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة (38) المدثر

هذه الآية رقمها 38، وهذا هو عدد آيات سورة مُحمَّد!

هذه الآية عدد حروفها 17 حرفًا وقد ورد اسم مُحمَّد في ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحمَّد!

 

أعزَّ النفوس على الله

توقَّف كثيرًا عند قوله تعالى: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ!

حتى لو كانت هذه النفس هي أعز نفس على الله، وأكرمها نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!

وما من شكّ في أن القرآن الكريم يرمي إلى هذا المعنى الدقيق ويقصده!

وإن كنت في شكّ من ذلك فسوف أتوقف معك مليًّا عند أوّلى الآيات الأربع:

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوُرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنُ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران

وكما ترى فقد وردت هذه الآية في سورة آل عمران، وهي السورة التي ورد فيها اسم "مُحمَّد" للمرّة الأولى!

وقد جاء اسم "مُحمَّد" للمرّة الأولى في المصحف في هذه الآية:

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144) آل عمران

قارن بين الآيتين.. فماذا ترى!

كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة الثانية في الآية الأولى، واسم "مُحمَّد" هو الكلمة الثانية أيضًا في الآية الثانية!

الآية الأولى عدد كلماتها 23 كلمة، وجاء بعد (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) حتى نهاية الآية الثانية 23 كلمة!

23 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-، وهو نبي، أي عدد أعوام الوحي!

لاحظ الفرق بين أرقام الآيتين 185 – 144 يساوي 41

وهذا هو مجموع تكرار أحرف "مُحمَّد" ضمن الحروف المقطّعة!

 

وإذا لم يقنعك ذلك، فسوف أعرض عليك الآية مرّة أخرى:

كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران

فتأمّل..

حرف النون تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

حرف الفاء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.

حرف السين تكرّر في هذه الآية مرّة واحدة.

هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف كلمة "نَفْسٍ" وقد تكرّرت في الآية 14 مرّة.

 

وتأمّل..

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

وحرف الحاء تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

وحرف الدال تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف "مُحمَّد"، وقد تكرّرت في الآية 14 مرّة أيضًا!

 

وإذا لم يقنعك كل ذلك فسوف أعرض عليك أمرًا آخر!

تأمّل مطلع الآية الأولى: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.

تأمّل مطلع الآية الثانية: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ.

كل مطلع من المطلعين عدد كلماته 4 كلمات، بعدد تكرار اسم "مُحَمَّدٌ" في القرآن!

مجموع حروف المطلعين 29 حرفًا. فإلى ماذا يشير هذا العدد؟

 

اسم "مُحَمَّدٌ" هو الكلمة رقم 2368 من بداية سورة آل عمران.

كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة رقم 3208 من بداية سورة آل عمران.

ماذا تعني لك هذه الأعداد؟

إذا بدأت العدّ من اسم "مُحَمَّدٌ"، فإن كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة رقم 841، وهذا العدد = 29 × 29

 

مجموع أرقام الآيتين 144 و185 هو 329، وهذا العدد = 47 × 7

مجموع أرقام الآيات من 144 حتى 185 هو 6909، وهذا العدد = 47 × 147

وفي جميع الأحوال، فإن العدد 47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!

 

إذا لم يقنعك ذلك فسوف أعرض عليك غيره، فتأمّل أوّل آية يرد فيها اسم "مُحمَّد":

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144) آل عمران

هذه الآية التي أمامك ترتيبها رقم 437 من بداية المصحف، فماذا يعني لك هذا العدد؟

الآيات الأربع التي بدأت بكلمتي "كل نفس" جاءت في أربع سور هي:

السورة

ترتيبها

آياتها

آل عمران

3

200

الأنبياء

21

112

العنكبوت

29

69

المدثر

74

56

المجموع

127

437

 

ماذا تلاحظ؟

إن مجموع آيات السور الأربع يساوي 437

وهذا هو نفسه ترتيب أوّل آية يرد فيها اسم "مُحمَّد" من بداية المصحف!

مجموع ترتيب هذه السور الأربع وآياتها 564، وهذا العدد = 47 × 4 × 3

47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!

4 هو تكرار اسم "مُحمَّد" في القرآن الكريم!

3 هو ترتيب سورة آل عمران، حيث ورد اسم "مُحمَّد" لأوّل مرّة!

 

السورة رقم 63

وإن لم يقنعك ذلك كلّه، فسوف أنتقل بك على الفور إلى السورة رقم 63 في ترتيب المصحف.

إنها سورة المنافقون، فتأمّل أوّل آية في هذه السورة:

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُوَنَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُوَلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُوْنَ (1)

لاحظ كم هي عزيزة نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- على الله عزّ وجلّ!

لقد نسب رسوله إليه مرّتين في آية واحدة، وفي هذا قمَّة التشريف لنفسه الطاهرة النبيلة -صلى الله عليه وسلّم-!

ولكن انتبه كيف اختتمت هذه السورة نفسها، وهي السورة التي ترتيبها رقم 63 في المصحف:

وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ (11)

إنها تتحدَّث عن الأجل المحتوم لكل النفوس حتى لو كانت النفس التي وُصفت في مطلع السورة نفسها!

وهذه معانٍ عميقة جدًّا لمقاصد القرآن الكريم غابت عن علماء التفسير، لأنه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال دراسة النسيج الرقمي القرآني وتحليله، حيث لم يكن ذلك متاحًا لأحد من قبل!

 

تأمّل هذه العجائب!

سورة المُدَّثِّر هي السورة التي ترتيبها رقم 74 في المصحف.

سوف نقوم بصف ترتيب سورة المُدَّثِّر مع ترتيب بعض السور، فلاحظ ماذا ينتج:

سورة الأنفال ترتيبها رقم 8، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 874 = 19 × 46

سورة النمل ترتيبها رقم 27، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 2774 = 19 × 146

سورة الأحقاف ترتيبها رقم 46، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 4674 = 19 × 246

سورة الطلاق ترتيبها رقم 65، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 6574 = 19 × 346

سورة الانشقاق ترتيبها رقم 84، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 8474 = 19 × 446

سورة العصر ترتيبها رقم 103، وسورة المُدَّثِّر ترتيبها رقم 74، والنتيجة أن 10374 = 19 × 546

مجموع النتائج = 33744، وهذا العدد = 19 × 1776

تأمّل تجلّيات العدد 19

العدد 19 لم يرد ذكره في القرآن إلا مرّة واحدة فقط، وجاء في سورة المدثّر.

العدد 19 هو أوّل عدد يرد ذكره في القرآن بحسب تسلسل النزول!

ولذلك جاء عدد آيات أوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلق 19 آية!

وجاء عدد حروف أوّل آية في ترتيب المصحف من 19 حرفًا!

 

فهذه ملامح عامة عن نظام رقمي عجيب لسورة المدثّر.

ومثل هذه الحقائق الرقمية مقنعة لكل ذي عقل وبصيرة.

إلا من تدثَّر بدثار الكبر، وأغلق عقله في وجه أيِّ منطق.

وهذا مهما عرض عليه من أدلّة فلن تزيده إلا كبراً وغروراً.

والسؤال الذي يفرض نفسه، من يحتاج إلى هذه الأدلّة:

العبد الذي تبحث نفسه عن النجاة رغم أنف كبره، أم الله خالق كلِّ شيء ومانح النجاة؟!

--------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.