عدد الزيارات: 14.0K

بين كفتي ميزان


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 02/04/2016 هـ 02-02-1437

يدَّعي كثير من الملحدين أنَّ هذا القرآن قول بشر، كما يدَّعي آخرون من المنحرفين أنَّه قد حرِّف كما حُرِّفت التوراة والإنجيل. لو خلع هؤلاء جلباب الكبر عن أنفسهم، ثم حكَّموا أذكى حواسيبهم، واحتكموا للغة الأرقام، لوجدوا أنَّ هذا القرآن كلام اللَّه المنزَّه عن كل نقص أو تحريف. ولو طُلب من أحدهم أن يضيف حرفاً واحدًا فقط على هذا القرآن، أو يحذف منه حرفاً لما استطاع ذلك.. حتى لو تجرَّأ وفعل ذلك لفضحت الأرقام جهله، لأنَّ للقرآن العظيم ميزانًا رقميًّا فريدًا، يتجاوز قدرات الإنس والجن مجتمعين.

تأمّل هذه الآية من سورة فُصِّلَت:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيْهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُوْنَ (26) فُصِّلَت

آخر كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 342 من بداية سورة فُصِّلَت، وهذا العدد = 114 × 3

ولكن ليس هذا ما أودّ أن أتوقف عنده!

وإنما ترتيب آخر كلمة في هذه الآية من بداية المصحف وليس من بداية السورة!

إلى كل الذين لا يزال ينتابهم الشك في عظمة ترتيب كلمات هذا القرآن العظيم..

افتحوا قلوبكم وعقولكم وانتبهوا جيَّدًا..

 

تأمّلوا هذا المشهد العجيب!

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوا فِيْهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُوْنَ (26) فُصِّلَت

ترتيب الكلمة الأخيرة في هذه الآية من بداية السورة هو 342، وهذا العدد = 114 × 3

ومعلوم أن 114 هو عدد سور القرآن!

ترتيب الكلمة قبل الأخيرة في هذه الآية نفسها من بداية المصحف هو 62039

نعم.. هذه حقيقة رقمية يقينية ثابتة، ليس لأحد الحق أن يرفضها أو يجادل في شأنها!

إذا تتبَّعت كلمات القرآن من بداية المصحف فسوف تجد أن الكلمة قبل الأخيرة في هذه الآية ترتيبها رقم 62039

وهذا العدد أوّليّ! والآن ماذا سنفعل مع هذا العدد؟

مثلما تتبّعنا عدد كلمات القرآن من بداية المصحف، ووصلنا إلى هذا العدد سوف نتتبّع قائمة الأعداد الأوّليّة من بدايتها حتى نصل إلى هذا العدد! حقًا شيء مذهل!

العدد 62039 ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 6236 وهذا هو عدد آيات القرآن!

 

الإعجاز العددي

 

لو لم يكن في القرآن كلّه غير هذه اللَّوحة فقط دون غيرها، لكانت كافية ووافية لإقناع كل ذي عقل بأن ترتيب كلمات القرآن لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة الدقيقة، إلَّا إذا كان وحيًا من عند اللَّه عزّ وجلّ!

تأمّل كيف يوظف القرآن خصائص الأعداد الأوّليّة، وتأمّل العدد 62039 مرّة أخرى وهو عدد أوّليّ، وهو بحالته الراهنة عدد جامد وكتلة صماء، لا يمكن أن تقبل القسمة إلَّا على الرقم 1 أو على نفسها، ولذلك لا يمكن تحليله إلى أعداد صحيحة إلَّا من خلال عمليات الجمع والطرح فتأمّل:

العدد 62039 = 114 × 68 × 8 + 23

تأمّل العدد 114 فهو مجموع سور القرآن!

وتأمّل العدد 68 فهو مجموع تكرار لفظ "القرآن" في القرآن!

وتأمّل 23 وهو عدد أعوام نزول القرآن!

فهل يا ترى رتَّب مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم الأعداد الأوّليّة وعلم أن العدد 62039 ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 6236، وهو ما يماثل تمامًا عدد آيات القرآن، ومن ثم عمد إلى هذه الآية من سورة فصّلت، وضبط موقعها على مستوى السورة، وعلى مستوى القرآن ككل بحيث يكون آخر كلماتها تريبها رقم 342 من بداية السورة والكلمة قبل الأخيرة رقم 62039 من بداية المصحف! فهل يا ترى هناك في عصرنا هذا، عصر العلم والمعرفة، من يتوهَّم أن ذلك ممكن؟!

من خلال استخدام الطرق اليدوية، فإن أسهل طريقة لتحديد طبيعة عددٍ ما، أوّليّ أو مركَّب، تتمثل في قسمة هذا العدد على جميع الأعداد الصحيحة المحصورة بين 2، والجذر التربيعي للعدد نفسه! وبذلك فإنك إذا أردت أن تتحقق أوّلا من طبيعة العدد 62039 في ذاته، فعليك أن تجري 249 عمليّة اختبار رياضية مستقلّة لأن العدد 249 هو أقرب جذر تربيعي صحيح للعدد 62039، وبعد أن تحقّقت من هذا العدد أوّلي، فإنك تحتاج إلى معرفة ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة، وهذا سوف يتطلّب منك إجراء عمليات اختبار مماثلة لجميع الأعداد الفردية الصحيحة المحصورة ما بين 1 حتى 62039 وعددها 31019 عددًا، وذلك حتى تتمكن من معرفة الأعداد الأوّليّة، ومن ثم فرزها في قائمة متسلسلة لمعرفة ترتيبها!!

والآن كم من الوقت تحتاجه أنت لمعرفة ترتيب العدد 62039 في قائمة الأعداد الأوّليّة باستخدام الطرق اليدوية؟! ومن دون استخدام آلة حاسبة أو برنامج رياضي تمامًا، كما كان الحال في عهد مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم!

ببساطة فإنك إذا أردت معرفة ترتيب العدد 62039 في قائمة الأعداد الأوّليّة من خلال استخدام الطرق اليدوية التقليدية، فإنك محتاج إلى إجراء ملايين العمليات الرياضية المستقلّة. فلو قضيت عمرك كله تعمل عليها بالطرق اليدوية ليل نهار لما انتهيت منها! مع الانتباه إلى أن أي خطأ مهما كان نوعه في أي عمليّة من هذه العمليات نتيجته الحتمية هي أن المحصلة النهائية خطأ أيضًا!!

وما رأيك إن قلت لك إن القرآن العظيم كله يقوم على منظومة متكاملة من الأعداد الأوّليّة!

والآن، وفي ظل هذه الحقائق العلمية الثابتة، هل هناك من يتوهَّم أن هذا القرآن مُفترى من عند مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم؟!

إن كل من يتوهَّم ذلك في هذا العصر فلا أسف على جهله أو كفره بهذا القرآن.. لأنه بلا عقل!

حسنًا.. انتقل إلى حقيقة رقمية أخرى من سورة فصّلت!

 

مشهد آخر

لا تبتعد كثيرًا عن سورة فُصِّلَت فسوف نتأمّل مشهدًا آخر في غاية الروعة:

فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِيْنَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُوْنَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُوْنَ (38) فُصِّلَت

أوّل كلمة في النص الذي تحته خط هي الكلمة رقم 495 من بداية السورة، وهذا العدد = 99 × 5

الكلمة التي قبلها في الآية نفسها ترتيبها رقم 62192 من بداية المصحف، وهذا العدد = 2704 × 23

 

تأمّل هذه الأعداد جيِّدًا:

5 هو عدد أركان الإسلام!

23 هو عدد أعوام الوحي!

99 هو عدد أسماء اللَّه الحسنى!

2704 هو عدد تكرار اسم اللَّه في القرآن!

 

فتأمّل هذا الميزان العجيب:

الإعجاز العددي

 

كوكبة من فُصِّلَت

سورة فصّلت ترتيبها في المصحف رقم 41

إذًا نبدأ من الآية رقم 41 من سورة فصّلت ونتأمّل هذه الكوكبة:

إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيْزٌ (41) لَا يَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيْلٌ مِنْ حَكِيْمٍ حَمِيْدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيْلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُوْ مَغْفِرَةٍ وَذُوْ عِقَابٍ أَلِيْمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِيْنَ لَا يُؤْمِنُوْنَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ (44) فُصِّلَت

مجموع كلمات هذه الآيات = 23 + 23 + 23

إذا بدأت العد من كلمة (لَكِتَابٌ) فإن كلمة (لِلرُّسُلِ) هي الكلمة رقم 23

إذا بدأت العد من بعد كلمة (تَنزِيلٌ) فإن كلمة (قُرْآنًا) هي الكلمة رقم 23

إذا بدأت العد من كلمة (آيَاتُهُ) فإن آخر كلمة في الآية هي الكلمة رقم 23

23 هو عدد أعوام نزول القرآن!

 

تأمّل..

وتأمّل "يُلْحِدُوْنَ فِيْ آيَاتِنَا" في هذه الآية:

إِنَّ الَّذِيْنَ يُلْحِدُوْنَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (40) فُصِّلَت

إذا بدأت العد من بداية السورة فسوف تجد أن كلمة (يُلْحِدُونَ) ترتيبها رقم 529 وهذا العدد = 23 × 23

 

 

ميزان آخر من فُصِّلَت

لَا يَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيْلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيْدٍ (42) فُصِّلَت

آخر كلمة في النص الذي تحته خط ترتيبها رقم 570 من بداية السورة وهذا العدد = 114 × 5

ترتيب الكلمة نفسها (خَلْفِهِ) من نهاية الآية هو رقم 5

العجيب أن ترتيب هذه الكلمة قبلها من بداية المصحف هو 62267

وهذا العدد = 114 × 42 × 13 + 23

114 هو عدد سور القرآن!

23 هو عدد أعوام نزول القرآن!

42 هو رقم الآية نفسها من بداية المصحف!

13 هو رقم الآية نفسها من نهاية السورة!

13 هو أيضًا عدد كلمات الآية نفسها!

 

نظرة أخرى..

تأمّل هذا النص مرّة أخرى: لَا يَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ!

كلمة الْبَاطِلُ ترتيبها رقم 564 من بداية السورة، وهذا العدد = 282 × 2

282 هو أكبر تكرار لاسم اللَّه في سورة من سور القرآن، وهي سورة البقرة وترتيبها رقم 2 في المصحف!

كلمة يَدَيْهِ في هذه الآية ترتيبها رقم 228 من نهاية السورة وهذا العدد = 114 + 114

الآن نتأمّل هذه اللّوحة لترى كيف يحشد القرآن العديد من المتغيرات للمشهد الواحد:

الإعجاز العددي

استغفار وبراءة!

هذه اللَّوحة مهداة إلى طائفة من الذين يشيعون في الناس أن هذا القرآن تم تحريفه!

فهذه اللَّوحة وحدها ترد عليهم! إنها أبلغ من كل الخطب والمواعظ!

فلو نقص القرآن كلمة واحدة، أو زاد لتزعزعت كل هذه الأرقام ولاختل هذا الميزان!

سبحانك ربي إني أستغفرك وأبرأ لك مما يقولون!

أنت تقول: (لَا يَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) وهم يقولون إنه قد حُرِّف!

وأنت تقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُوْنَ) وهم يقولون إنه قد تغيَّر وتبدَّل!

فمن يا ترى يستطيع تحريفه وتبديله إن كنت أنت يا اللَّه قد تكفَّلت بصونه وحفظه؟!

سبحانك ربي ما عرفوك حق معرفتك، وما قدروك حق قدرك!

------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.